حين تصبح السعادة مؤجلة

في عالمٍ يموج بالتحديات والطموحات، نجد أنفسنا غالبًا نؤجل لحظات السعادة، معتقدين أن الفرحة الحقيقية تأتي فقط بعد تحقيق أهداف بعيدة. هل تساءلت يومًا لماذا نميل إلى تأجيل السعادة؟ ولماذا نعتقد أن السعادة هي وجهة نصل إليها فقط بعد تحقيق كل ما نطمح إليه؟

تأجيل السعادة: فخ الانتظار

تبدأ متلازمة تأجيل السعادة غالبًا بفكرة بسيطة: “سأكون سعيدًا عندما أحقق هذا الهدف”. قد يكون الهدف هو التخرج، الحصول على وظيفة مرموقة، شراء منزل، أو حتى الوصول إلى وزن مثالي. نحن نضع شروطًا للسعادة ونربطها بتحقيق هذه الأهداف. ومن هنا يبدأ الفخ. ما إن نحقق هدفًا، حتى نقوم بوضع هدف آخر، وهكذا ندخل في دوامة لا تنتهي من الانتظار.

ما وراء الانتظار الأبدي

السعادة ليست وجهة، بل هي رحلة. إذا كنا ننتظر دائمًا حدوث شيء ما لنكون سعداء، فإننا نفقد اللحظات البسيطة والمهمة التي تحدث في الحاضر. الحياة مليئة بالفرص الصغيرة للسعادة، ولكننا غالبًا ما نتجاهلها أو لا نمنحها الاهتمام الكافي.

العيش في الحاضر: مفتاح السعادة

كيف يمكننا التحرر من متلازمة تأجيل السعادة؟ الجواب يكمن في العيش في الحاضر. بدلًا من التركيز على ما نفتقده أو ما نرغب في تحقيقه في المستقبل، يمكننا أن نتعلم تقدير ما لدينا الآن. قد يبدو هذا الأمر بسيطًا، ولكنه يتطلب تدريبًا ذهنيًا ووعيًا مستمرًا.

خطوات عملية لتحقيق السعادة الآن

  1. الامتنان: اكتب يوميًا ثلاثة أشياء تشعر بالامتنان لوجودها في حياتك. هذا التمرين يساعدك على التركيز على الجوانب الإيجابية في حياتك.
  2. اليقظة الذهنية: حاول أن تكون حاضرًا تمامًا في اللحظات اليومية. استمتع بكوب القهوة الصباحي، استمع بانتباه لأحاديث الأصدقاء، واستمتع بالطبيعة من حولك.
  3. الاعتراف بالإنجازات الصغيرة: لا تنتظر تحقيق الأهداف الكبيرة لتشعر بالسعادة. احتفل بالإنجازات الصغيرة وامنح نفسك التقدير الذي تستحقه.

إن السعادة ليست شيئًا نؤجله للمستقبل البعيد، بل هي حالة يمكننا أن نعيشها ونشعر بها الآن.

صالح هليّل

ماجستير في الخدمة الاجتماعية | دبلوم عالِ في الإرشاد الأسري | أخصائي اجتماعي في وزارة الصحة
زر الذهاب إلى الأعلى