كُن لي عينًا

كان هناك رجل يُدعى محمد، كان كفيف البصر منذ ولادته، محمد يحب الكتابة ومنذ صغره يفضل كتابة الروايات والقصص، كانت عائلته تشجعه دائمًا منذ البداية وعائلته هي عينه في كل الأمور، على الرغم من إعاقته لم يعاملوه بطريقة مختلفة عن إخوته الآخرين. شجعوه على المشاركة في الأنشطة المدرسية والاجتماعية، وساعدوه على اكتشاف قدراته الفائقة في الكتابة.
في المدرسة كان محمد طالبًا متميزًا، دائمًا يشارك في مسابقات الكتابة والقراءة، وفي كل مرة يشارك بها يحصل على المركز الأول، يستخدم محمد لغة برايل للقراءة وكان سريعًا بذلك.
في إحدى الفترات محمد كان يعاني من أبناء الحي الذي يعيش به، كانوا دائمًا يتنمرون عليه ويقولون له بأن الروايات التي تكتبها ليس لها فائدة وكانوا يرددون بأن لا أحد سيقرأها ولن تنتشر في يوم من الأيام، محمد شعر بالحزن والإحباط وتوقف عن الكتابة لفترة طويلة.
لكن عائلته لم تتركه بهذا الوضع، بل شجعوه ليكمل كتاباته، وقدموا له الدعم ليستمر في الكتابة ودائمًا يرددون له (أنت قادر على تحقيق شيء كبير في المستقبل فاستمر). شعر محمد بالبهجة وأستمر بالكتابة، ونشر له أول كتاب له في سن السادسة عشر، وكان عنوان الكتاب (كُن لي عينًا).
تحدث محمد في هذا الكتاب عن معاناته مع التنمر، وكيف واجه هذا الأمر، ولم يدع إعاقته تحد من طموحاته وقدراته، وسرعان ما انتشر كتابه في الوطن العربي، وتم تكريمه من ضمن أفضل الكُتَّاب.
بعد المدرسة، درس محمد اللغة العربية في الجامعة. كان شغوفًا بهذا التخصص ودائمًا يحصل على درجات مرتفعة، وكانت عزيمته مصدر إلهام لطلبة الجامعة، وسرعان ما اكتسب سمعة حسنة لدى جميع منسوبي الجامعة.
كان لديه هدفًا هو عندما يتخرج يؤسس دار للنشر وتكون منتشرة في جميع البلدان العربية، وتكون هذه الدار داعمة لذوي الاحتياجات الخاصة وداعمة أيضًا للأشخاص الشغوفين في الكتابة. بعد التخرج تحقق حلم محمد وتم إنشاء دار النشر وكانت أكبر دار ناجحة وداعمة للكُتَّاب وذوي الاحتياجات الخاصة، دار النشر أصبحت رائدة في هذا المجال وطورت الكثير من المبتدئين في الكتابة.
بالإضافة إلى نجاحه المهني، كان ناشطًا في مواقع التواصل الاجتماعي، وشارك في حملات توعوية تدعم ذوي الاحتياجات الخاصة. كان مصدر إلهام للذين يواجهون تحديات مماثلة.
على مر السنين، أصبح محمد رمزًا للعزيمة والإصرار. أثبت بأن الإعاقة لا تمثل حاجزًا أمام تحقيق الأحلام والطموحات، بل يمكن أن تكون دافعًا للابتكار والتميز.

عزيزي القارئ:
كُن عينًا لكل شخص يريد منك التشجيع ولا تستنقص من قدرات غيرك فكن خير داعم وخير مشجع لتكون لديك بصمة فارقة تجعلك فخورًا بكل ما تقدمه.

زر الذهاب إلى الأعلى