أين تجد نفسك!

تبحث عن ذاتك بحديث الاخرين.!
تقرأ كتب مترقباً وجودك بأحدى الصفحات.؟
ينهكك التفكير فتتجه لأي طريق، لأي وجهة، لأي شيء قد يشغلك عن نفسك.!

فكرة البحث عن الذات روجت بشكل غير صحي ، وهذا ما أثر على الكثيرين سلبًا.
من الجميل أن تعرف نفسك
وتقدرها حق قدرها.
لكن لن تعرف نفسك حينما تبحث وتقرأ فقط
بل عليك وضع نفسك في أماكن جديدة ،
واستكشاف هوايات جديدة،
وخوض تجارب مختلفة،
لن تعرف ما تحب وما تكره إلا بالتجربة..
ومهما بلغت من العمر والمعرفة ستظل تستكشف نفسك المتغيرة بتغير الظروف، وتغير المعرفة..

‏للإنسان منا عدة أعمار:

‏*العمر الزمني و هو عدد أيام وجودك بالحياة.

‏*المعرفي و هو كمية و نوعية ما تعرف.

‏*العقلي و يحدده طريقة تفكيرك و قراراتك و تعاطيك مع تفاصيل الحياة.

‏*العمر النفسي و يحدده طبيعة و عمق مشاعرك و سلوكياتك مع ذاتك و الآخرين.

‏انسجام أعمارك يقود لاتزان شخصيتك. وبالتالي يتضح أن نفسك ليست بشيء ثابت على مر الزمن.!

لذا لا تؤطر نفسك مبكراً
حينما تصنف نفسك وتقيدها بهواية او مهنة او تفضيلات معينة تظلم نفسك كثيراً.
وتحرم نفسك نشوة المرة الاولى تلك التي تبهجك بخروجك من منطقة الراحة، وتجربة شي جديد غير معتاد لديك.

وركز دائمًا على حوارك الداخلي فهو بأهمية التجربة بل أكثر
لأن كل ما تعتقده عن نفسك ستمارسه حتى يصبح حقيقة.

والادهى من تأطير نفسك بنفسك، أن تسمح للأخرين بذلك.
‏”صادفتني مقولتين عظيمتين، الأولى لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه: “لا تجعل جَهْل الناس بك يغلب علمك بنفسك” والثانية لسفيان الثوري: “إذا عرفت نفسك فلا يضرك ماقيل فيك” وأعتقد ك كلتا المقولتين تلخص أزمة كبيرة، وهو أننا نحكم على أنفسنا حكمًا كاملًا – وأحيانًا قطعيًا بأعين الأخرين”

أخيرًا
‏”حبّ نفسك/ذاتك”

صحيح أنها عامة وتنبثق احيانا من خطابات تطوير الذات، وغالبا يتم تعريف حب الذات بشكل مشوه..

لكن حب الذات بعمق :
أن تفهم رغباتك وتتقبل نفسك كما هي وتحاول مساعدتها لتحسين وتطوير،
ومنحها الفرصة لتجربة والتغيير
وأن تكون رحوما معها كما تكون رحوما مع الأخرين.

ندى ابراهيم

أخصائية اجتماعية مهتمة بالمجال النفسي والاجتماعي
زر الذهاب إلى الأعلى