دوامةً تأنيب الضمير
في إحدى الصباحات الباكرة بعد ما أحضرت إفطاري وهأنذا أتصفح مواقع التواصل الاجتماعي ظهر لي مقطع وبه هذه الآية﴿ … إِنَّ رَبِّي رَحِيم وَدُود ﴾[هود: 90]، ياااهه كم استوقفني شعورها، بلا مبالغة قد أكون استمعت للآية أكثر من 5 دقائق وما لبثت إلا وأنا أبحث في هاتفي عن معاني أكثر لصفة ودود، فوجدت معاني عدة ومنها: كثير الحب لأوليائه والمتودد إلى أوليائه بالمغفرة.
الله عز وجل بعظيم شأنه وعلو مكانته ومالك الدنيا وما فيها يتصف بالود والود الكثير الغير متناهي، كيف لآية وحده فقط وبصدفة استمعت إليها بثت في نفسي الرضا والهدوء والاطمئنان!!!
فنحن اليوم نعيش في حياة تتسم بوتيرتها المتسارعة، من منا لا يشعر بتقصيره باتجاه ربه ونفسه وأسرته وأقاربه؟؟ وهذا الشعور يجعلنا في دوامةً تأنيب الضمير المستمرة.
ومضيت في تأمل هذه الصفة -الودود- فانتهيت إلى إن ربي يحبني وليس بالحب القليل بل كثير الحب ويحب رجوعي إليه مهما تعاظمت وكثرت هفواتي واخطائي. ومن منطلق هذه الآية الكريمة نستوعب بأن العلاقة الصحيحة بين الله والعبد لا تجعل من الأعمال الصالحة كصيام النافلة والوتر والصدقة وألخ … أعمال تُشكل ضغط على العبد، ببساطة نحسبها بهذا الجانب، أنت أيها العبد الفقير إذا أحببت شخص حبً صادقً فأنت لا ترغب بأن تشكل عليه ضغط بطلبك كثرة السؤال عنك أو زيارتك أو مكالمتك، فأنت حقًا ومن قلب صادق لا تريد أن تزعج حبيبك طالما هو لم يبادر بذلك فأنت ستكتفي بما يقوم به من أجلك دون سؤاله أي فعلً أخر، فتعالى الله عنا فهو الغني عن خلقه والمحب لنا. وكوننا أستشعرنا هذا الجانب فقبل أن نقوم بأي عمل صالح سنشعر بأن هذا العمل سيفرح المحب لنا كثيرًا وحبيبنا.
ونتذكر دائمًا بأن كل ما هو واجب علينا من المفترض ألا يشكل ضغط على كاهلنا أو نفسيتنا، فطاقة الحب والطمأنينة تصل للمستقبل قبل أي عمل أو فعل تقوم به من أجله. فلنعطي بكل حب وطمأنينة كل ذي حقً حقه.