ضحايـا الإهمـال العـاطفي

أولًا لنفرق بين الإساءة العاطفية و الإهمال العاطفي بمقولة
“فالإساءة غالبًا ما تكون مقصودة، فهي اختيار محدد للتعامل بشكل ضار ومسيء، أما الإهمال فا هو فشل في التصرف أو في فهم احتياجات الطفل”

ماهو الإهمالُ؟ فشل الوالدين في تلبية حاجات طفلهما العاطفية خلال السنوات الأولى، و إن الإهمال العاطفي ينطوي على تفاعلات عاطفية محدودة بين الأبوين والطفل وهو شكل من أشكال سوء المعاملة النفسية، ويُعد من أكثر أنواع إساءة معاملة الأطفال انتشارًا

لذلك فالقدرة على التعبير عن المشاعر و الاحتياجات العاطفية، هي قدرة عظيمة لمن يملكها، لكن الكثير لا يملك تلك المهارة ويفضل الصمت عن مشاركة أحاسيسه، ولا يجيد التعبير بالكلمات أو حتى بالتلامس الجسدي إذا كان الموقف يستدعي العناق على (سبيل المثال)
هؤلاء الضحايا تتجاوز معاناتهم تلك اللحظات، فا هي نابعة في جذور ماضيهم ليست مرتبطة بكونهم مع من الآن
لكنها تتضح جذورها عندما يتذكرون مع من كانوا وكيف عاشوا؟ وكيف مرت حياتهم بالعديد من المواقف التي لمسوا فيها خرسًا عاطفيًا ممن كانوا أولى بمشاركتهم وجدانيًا ، فا تمحورت حياتهم على كونهم ضحايا الإهمال العاطفي في الطفولة.

من علامات الإهمال العاطفي للطفل، فتظهر على النحو التالي:
* نمط التعلق المتجنّب غير الآمن، والتعلق غير المنظّم، وفي الحالات القصوى اضطراب التعلّق
* إظهار أنماط السلوك السلبي والمنسحب والعدواني مع الوالدين.
* تأخر نمو الطفل وتطوّره.
* السلبية أثناء التفاعلات بين الوالدين والطفل، والغضب تجاه الوالد.
* التفاعل الاجتماعي الأقل إيجابية بشكل ملحوظ.
* التأخّر في تطوير اللغة.
* تجنب التفاعل مع الأطفال الآخرين.
* الصعوبة في نسج صداقات.
* مشكلات سلوكية، بما فيها أعراض اضطراب السلوك.

و ماهو علاج الإهمال العاطفي؟
كل شخص له تجربة وحياة مختلفة فلا نستطيع أن نحدد المتضررين من الإهمال العاطفي كبالغين الآن بمجموعة واحدة
ولذلك يفضَّل مراجعة طبيب نفسي للتقييم الكامل والمساعدة بعد تشخيصه و بحسب التشخيص يتم وضع خطة علاجية
وعادة ما تكون دوائية و نفسية (جلسات نفسية) للمساعدة على تخطي آثار الإهمال العاطفي منذ الطفولة، للمساعدات في تحسين نوعية حياته وعلاقاته وتحسن وضعه النفسي والصحي.

و من الممكن أن تبدأ عملية الشفاء الفعلية عندما نتعاطف مع أنفسنا على ما جرى من أحداث الماضي و إذا لم نستطع تخطي آلامنا، فيمكنننا طلب المساعدة من المختصين في تخطي الإهمال العاطفي و أخذ الخطوات العملية للشفاء.
-الوعي الذاتي و عيش اللحظة:
إن الوعي الذاتي و عيش اللحظة تعتبران من الأدوات الأساسية للتشافي من الإهمال العاطفي.
-احتضان الضعف:
من الآثار الجانبية لفهم مشاعرنا هو إدراك لحظات معينة من الضعف و الهشاشة التي سنواجهها أثناء عملية التشافي.
-بناء الذكاء العاطفي:
مثلاً قومي بتحديد مشاعرك بدقة في تلك اللحظة التي تشعرين بمشاعر غير مريحة عند الشعور بحزن مفاجئ، قومي بتدوين تلك المشاعر و محاولة فهم مصدر هذه المشاعر.
-ممارسة الرعاية الذاتية:
ابدئي ببعض الممارسات للعناية بذاتك كأخذ وقت مستقطع لذاتك
-إنشاء حدود صحية:
في مرحلة التعافي من الضروري وضع حدود صحية لحماية ذاتنا و منع المزيد من مشاعر الإهمال العاطفي.
ختامًا
عند وصولك لمرحلة إدراك مشاعرك و أفكارك تبدئين فعليًا بمرحلة التشافي و فهم عميق لما حصل لك في مرحلة الطفولة ستدركين أن حتى من قاموا بإهمال مشاعرك في طفولتك كانوا هم أيضًا يعانون، لكن دون علم منهم أن لديهم هذه المشكلة، لا يستطيعون طلب المساعدة و سنحمد الله لوصولنا لهذه المرحلة وعلى تقدم العلم.

منيرة فيحان البقمي

طالبة بكالوريوس خدمة إجتماعية في السنة الرابعة، محبة للإطلاع و قراءة الأبحاث، حاصلة على دورات في التدريب و التطوير المهني
زر الذهاب إلى الأعلى