كُن معينًا
مساعدة ومعاونة الآخرين تُعد من القيم الإسلامية والإنسانية الأساسية فهي تعكس روح التعاون، والتضامن، والتكاتف، وتعزز الروابط الاجتماعية في المجتمعات وتساهم في بنائها وتماسكها ووحدتها، فعندما نقدم المساعدة والدعم للآخرين، فإننا نُسهم في رفع معنوياتهم وتخفيف معاناتهم وآلامهم، وذلك يشعرهم بالتفاؤل والسعادة وكذلك يشبع احتياجاتهم، فتقديم المساعدة والعون لا يقتصر فقط على المساعدات المادية فقط، بل يكون معنوي أيضًا، فالمعاونة هي فرصة لخلق بيئة إيجابية تتسم بحب الخير والتماسك.
كيف تكون معينًا للآخرين؟
أولًا: كُن مستمعًا جيد، استمع لحديث الآخرين وماذا يحتاجون دون مقاطعة؛ فهذا يجعلهم يشعرون بالاهتمام والإحساس بمشكلتهم.
ثانيًا: كُن متطوعًا، شارك في البرامج التطوعية، ستجد نفسك تقدم عطاءً لا محدود وستشعر بأنك قد تُحسن من حياة الآخرين، وذلك قد يجعلك تشعر بالراحة والإنجاز.
ثالثًا: كُن متواصلًا فعال ومنتظم، دائمًا بادر في التواصل مع الآخرين وحاول أن تسأل عن احتياجاتهم والسؤال عن أحوالهم، ليعلمون بأن هناك شخصًا يريد معاونتهم ويشعرهم بالطمأنينة.
أهمية المساعدة من منظور الخدمة الاجتماعية:
تعتبر المساعدة من القيم الأساسية في مجال الخدمة الاجتماعية، حيث تُسهم في تعزيز رفاهية الأفراد والمجتمعات، وذلك في عدة نقاط:
1- تعزيز العدالة الاجتماعية: تعمل مهنة الخدمة الاجتماعية على تقديم المساعدة للأفراد والمجتمعات المستضعفة، مما تسهم في إشباع الاحتياجات سواء كانت اجتماعية أو اقتصادية.
2- تحسين جودة الحياة: يتم ذلك من خلال تقديم الدعم النفسي والعاطفي، من خلال تقديم الاستشارات وعلاج المشاكل والتغلب على بعض التحديات لتحسين جودة الحياة.
3- تمكين قدرات الأفراد: تهدف الخدمة الاجتماعية في تمكين الأفراد وتشجيعهم للاعتماد على أنفسهم من خلال تقديم البرامج والاستشارات لكي تزيد من ثقتهم وخبرتهم.
4- تعزيز التماسك المجتمعي: يكون ذلك من خلال التكاتف والعمل بشكل جماعي، وتعزز الخدمة الاجتماعية من العلاقات بين الأفراد وتُساهم في تعزيز الثقة بين الأفراد وذلك يجعل المجتمع أكثر تكاتفًا.
أهمية المساعدة في الإسلام:
تعتبر المساعدة من القيم الإسلامية العظيمة، حيث تُشكل جزءًا من الأخلاق الحميدة والسلوكيات التي يجب أن يتحلى بها المسلم، سأذكر بعض النقاط لتوضيح ذلك:
1- تحقيق الإخاء والتعاون: يدعو ديننا الإسلامي إلى تعزيز الروابط بين الأفراد والمجتمعات من خلال تقديم الدعم والمساعدة، وذلك تتحقق قيمة التعاون بين أفراد المجتمع الإسلامي.
2- التكافل الاجتماعي: يشجع الإسلام على مفهوم التكافل الاجتماعي، من حيث إخراج الزكاة ومساعدة المحتاجين فهو واجب على كل مسلم، وذلك يُسهم في تحقيق العدالة الاجتماعية. عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: (الْمُؤمِنُ لِلْمُؤْمِنِ كالْبُنْيانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا) متفق عليه.
3- طاعة الله سبحانه وتعالى: يعتبر تقديم المساعدة للآخرين من الأعمال الصالحة التي تجعل العبد قريبًا إلى الله عز وجل وتُكسبه الأجر والثواب.
4- الاقتداء بالنبي ﷺ: كان عليه الصلاة والسلام خير قدوة في مساعدة الآخرين، حيث كان يساعد المحتاجين، وأيضًا كان يساعد أهل بيته، وذلك يعزز من قيمة المساعدة والعطاء.
نصيحة لك عزيزي القارئ، لكي تشعر بالسعادة كُن معينًا للآخرين فقد حث ديننا الإسلامي على ذلك، قال سبحانه وتعالى: ﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾ [المائدة: 2]. فكُن معينًا لغيرك ستصبح قدوةً حسنة وأترك للناس بصمة طيبة، “فكن في الناس مثل الغيث نفعًا ومثل المسك فوحًا في المكان”.