أسئلة الأطفال غير المريحة: كيف نجيب عليها؟
يصل الأطفال إلى عمر يصبح فيه الفضول والخيال حاضرين بشكل متزايد وتبدأ بعض الشكوك في الظهور، ويمكن أن تكون أسئلتهم غير مريحة تماماً، وتثير قلق الآباء والأجداد والأشقاء وحتى المعلمين.
كثير من البالغين ليسوا مستعدين للإجابة على تلك الأسئلة غير المريحة التي يطرحها الأطفال، خاصة عندما يكون لديهم فضول بشأن موضوع معين، حتى لو كانت الإجابة شيئاً تعرفه، فإن السياق الذي يتم فيه طرح الأسئلة والموضوع وحتى الأشخاص الحاضرين يؤثرون عليه، وحتى لا تتفاجأ بهذه الشكوك، نضع بعض التوصيات التي ستخرجك من تلك المشاكل إذا كان لديك أطفال في هذا العمر.
ما هي الأسئلة التي قد تكون غير مريحة؟
من المحتمل جداً أن تكون هناك بعض المواضيع الأكثر حساسية للآباء من غيرها، والحقيقة هي أن هذه الأسئلة غير المريحة يمكن أن تأتي من شيء سمعوه، من محادثات بين الأشقاء الأكبر سناً أو أبناء العمومة، أو من حدث معين يؤثر على بيئة الطفل، على سبيل المثال، وفاة أقاربه، الطلاق أو انفصال الوالدين، المرض والحمل و الحب واكتشاف الأعضاء التناسلية، و الكثير من الأحداث الأخرى التي تسبب المفاجأة والانزعاج وحتى الخجل لدى البالغين.
من المهم أن تفهم أن الطفل الفضولي مليء بالشكوك، ولكنه يحتفظ أيضاً بالبراءة والفضول لمعرفة كيف يعمل العالم الذي يعيش فيه، لذلك، من الأفضل الرد بطريقة بسيطة دون تفسيرات بلاغية، ومحاولة تكييف الإجابة، دون إثارة المزيد من الشكوك لدى الطفل.
الرد عندما ينشأ الشك؟
من المحتمل جداً أنه في اللحظة التي يسألك فيها طفلك سؤالاً تجده غير مريح، ستتفاجأ ولن تعرف ماذا تقول أو كيف تتصرف وقد لا يكون لديك إجابة فورية، في هذه الحالات، يوصى بعدم توبيخ الطفل (تسلح بالشجاعة والصبر، لأنه بعد هذا السؤال سيأتي المزيد)، اشرح له بطريقة بسيطة أنك بحاجة إلى إجراء هذه المحادثة بمفردكم، وهذا بدوره سوف يوحي له أنك مهتم بالإجابة عليه، و لكن هذا ليس الوقت المناسب للحديث عن ذلك. بهذه الطريقة، ستتمكن من توفير بعض الوقت لتنظيم أفكارك واختيار أفضل طريقة لشرح الإجابة التي يحتاجها سؤاله.
كيف يجب أن يتصرف الكبار؟
١ـ بداية، قد نتفاجأ ونُترك دون أن نعرف كيف نتصرف، لكن بعد هذه اللحظة الأولى من عدم اليقين، يجب أن نستمع جيداً لما يطلبونه منا ونبحث عن إجابة يمكنهم فهمها واستيعابها.
٢ـ يجب أن تكون الإجابات موجزة، وبلغة واضحة، وملائمة لعمر الطفل.
٣ـ وعلينا أن نلتزم بالحقيقة قدرالإمكان، ونسمي الأشياء بمسمياتها، دون استخدام الكثير من العبارات الملطفة.
٤ـ لا ينبغي ترك الطفل بمفرده مع عالمه الخيالي، فعندما يسألنا، فذلك لأنه يحتاج إلى توضيح ما يحتاجه هو، لذلك يجب علينا دائماً أن نكون صادقين بشأن شكوكه، وألا نتركها دون إجابة، وهذا من شأنه أن يرضي فضولهم ويساعدهم على الثقة بنا، بالإضافة إلى تعزيز التواصل الجيد بين الوالدين والطفل.
كيف تجيب على الأسئلة غير المريحة لأطفالك؟
لإعطاء إجابة حازمة ومتماسكة لطفلك، لا توجد صيغة سحرية أو دليل يمكنك اتباعه من شأنه أن يوصلك إلى الإنتهاء من الأسئلة غير المريحة، ومع ذلك، هناك بعض النصائح التي يمكنك تطبيقها للإجابة عليها، بما في ذلك:
١ـ كن طبيعياً وصادقاً في الإجابة التي ستقدمها لطفلك، فالعفوية ستجعله يشعر بالارتياح تجاه الإجابة.
٢ـ إذا لم يكن لديك إجابة حقيقية، فمن الأفضل عدم الكذب أو اختلاق قصص وهمية. أفضل شيء في هذه الحالات هو استخدام التكنولوجيا لصالحك والعثور معاً على إجابة (حسب عمر الطفل بالطبع) لهذا السؤال.
٣ـ اشرح لطفلك أن هناك مصادر أخرى للمعلومات إلى جانب التكنولوجيا، يجب تشجعيه على التحدث مع أجداده وأعمامه ومعلميه حتى يحصل على إجابات مختلفة، لا بأس من تحذير عائلتك من أن طفلك في مرحلة طرح أسئلة غير مريحة حتى ينتبهوا لشكوكهم إذا أتوا إليهم.
٤ـ أعطيه إجابة واضحة وبسيطة حسب عمره، لا تشرح العمليات والتقنيات الطويلة والمفصلة التي لن يفهموها بوضوح والتي قد تثير أيضاً المزيد من الشكوك.
٥ـ استمعي جيداً لكل ما يخبرك به طفلك عما يعرفه عن الموضوع الذي يطرحه عليك، سترين كيف يتطور خياله وإبداعه.
٦ـ من المهم جداً ألا تعطي ردوداً تلقائية لأطفالك، على سبيل المثال: لا أعرف شيئاً عن هذا الموضوع، أنت لست في السن الذي يسمح لك بمعرفة ذلك، عندما تكبر سأشرح… هذا يمكن أن يخلق المسافات العاطفية مع طفلك وتحد من قدرته على الخيال والاهتمام بالأشياء المهمة بالنسبة له.
تعتبر الأسئلة غير المريحة التي يطرحها أطفالك طريقة جيدة للتعرف على المواضيع التي تقلقهم، ولهذا السبب يجب أن تهدف إجاباتك إلى منحهم راحة البال والاستقرار في عواطفهم، واستخدام الفكاهة والتعاطف عند مواجهة شكوكهم.