{وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا}
إن للكلمة أثرًا عظيمًا في الدين والدنيا، فربنا يقول في محكم الكتاب الكريم:
(ألم تر كيف ضرب الله مثلاً
كلمة طيبة كشجرة طيبة
أصلها ثابت وفرعها في السماء)،
وهي الموصوفة في قوله صلى الله عليه وسلم حين قال:
(إن الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله تعالى ما كان يظن أن تبلغ ما بلغت، يكتب الله له بها رضوانه
الى يوم يلقاه ، وإن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله ما كان يظن أن تبلغ ما بلغت يكتب الله
له بها سخطه إلى يوم يلقاه)،
فالأثر بالغ على من نطق بها تورثه سخط الله وغضبه ما دامت سيئة وهي إن كانت طيبة أوجبت له رضوان الله، فالمؤمن يطلب رضا الله بطيب الكلام فيما بينه وبين ربه، وفيما بينه وبين الناس، لأن المسلم كما ورد في الحديث الصحيح عندما سئل الرسول صلى الله عليه وسلم عن من هو الأفضل من المسلمين فقال صلى الله عليه وسلم
(من سلم المسلمون من لسانه ويده)،
فقدم أذى اللسان على أذى اليد، وهو حقيقة.
كلموهم طيبًا، ولينُوا لهم جانبًا، ويدخل في ذلك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالمعروف، كما قال الحسن البصري في قوله:
{وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا}
فالحُسْن من القول: يأمُر بالمعروف وينهى عن المنكر، ويحلم، ويعفو، ويصفح، ويقول للناس حسنًا
كما قال الله، وهو كل خُلُق حسن …
فالكلمة الجارحة والسيئة أثرها أكبر بكثير من أذى اليد، فهي تؤذي النفس ويبقى أثر أذاها زمنًا طويلاً، وقد تقود إلى اقتتال بينهما، ويكفي في بيان أثر كلمة السوء قوله تعالى:
(ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار)
بيان أثر الكلمة الطيبة والخبيثة
فالله يقول:
(يثبِّت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ويُضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء)،
وفي الختام:
قال رسول الله لسيدنا معاذ رضي الله عنه في حديث طويل عندما سأله عن النجاة فقال صلى الله عليه وسلم (امسك عليك) وأشار إلى لسانه، فقال سيدنا معاذ: يا رسول الله وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به، فقال صلى الله عليه وسلم (ثكلتك أمك يا معاذ، وهل يكب الناس في النار على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم).