الأسرة أساس النجاح والسعادة
تتنوع الشخصيات وتوجهاتها في المجتمعات، فمن الشباب من يكون مجدًا مجتهدًا في دراسته له طموحاته وأحلامه، ومنهم من يكون عابثًا لاهيًا لا مقاييس للأخلاق عنده، ولا قيمة لأي شيء في حياته، لا يهتم لنفسه ولا للآخرين، ولا يتعلم ولا يعمل، وله من الأخطاء والعثرات ما يندى له الجبين، ومنهم من يكون ضعيفًا مستكينًا منقادًا للآخرين، ومنهم من يكون قويًا جريئًا شجاعًا، وغيرها الكثير من الأنماط السلوكية التي ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالأسرة التي نشأ هذا الإنسان بين أحضانها سنوات وسنوات.
إنّ الأسرة التي ينشأ فيها الابن أو الابنة إما أن تكون مصدر النجاح والسعادة، أو مصدر الفشل والشقاء والتعاسة، لا شك أن المجتمع المحيط له دوره والأصدقاء لهم دورهم، لكن كل هذه العوامل تبقى فرعية وثانوية أمام العامل الرئيس وهو العائلة، فكلما كان الاتزان والصدق والإخلاص والتعاون والأخلاق الفاضلة هو الأساس المتين للأسرة، نشأ الأولاد نشأة سوية قوية متينة تجعلهم قادرين على تحديد مسارهم وانتقاء أصدقائهم ومعارفهم بما يتناسب مع أخلاقهم التي نشؤوا عليها منذ الصغر.
كلما زرعت الأسرة في عقل أولادها منذ الصغر أهدافًا جليلة وطموحات عالية نبيلة كلما كانوا لها أكفاء عندما يكبرون ويشبون، فما فتح محمد الفاتح القسطنطينية إلا بعد أن أخذته أمه مرارًا وتكرارًا إلى أسوارها في طفولته وهي تغرس في فكره وقلبه أنه هو الفاتح لهذه المدينة، وهذا يؤكد دور الأسرة في تحديد مسار الأولاد وتوجيههم توجيهًا خفيًا لما فيه خير لهم في دينهم ودنياهم.
من المهم أن يكون الأولاد السعداء في حياتهم قادرين على توجيه كلمات الشكر والأفعال التي تُعبّر عن امتنانهم لأسرتهم التي أنشأتهم نشأة جعلتهم يعيشون حياة مليئة بالسعادة والفلاح والتوفيق، فإنه لدور عظيم كبير، لا سيما في ظل عصر التكنولوجيا والتطورات التي تسلب الألباب وتلهي الشباب وتوقعهم في المزالق من حيث لا يحتسبون لا هم ولا أهلهم.