المَرْء لا يكتفى بذاته دائماً

‏المَرْء لا يكتفى بذاته دائماً،،،

بل يسعى ويتوق للأفضل، فنحن نبحث عن الكمال في كل ما يحدث لنا بهذه الحياة، ونسعى لتحقيق السعادة التي لا تكون بجمع المال فقط وكنزه ، فالمال ليس معياراً للرضا التام ، دون وجود الناس حولنا والالتقاء بهم، نحن بحاجة إلى الأُنس والمؤانسة ومؤازَرة بعضنا، ولا يمكننا أن نستغني عن الدعم المعنوي والمساندة بالمواقف الحياتية الصعبة والسعيدة، لأن له أثر بالغ في النفس ويخفف من أثر الصدمات والاخفاقات وعقبات الحياة التي تفاجئنا كثيراً، فهلا تمهلنا لحظة وتخيلنا الاحساس بدعم الروح المعنوية لدى الإنسان وكيف يربت بيده الحنونة علينا وهي تلامس مشاعرنا وتهون علينا مرارة الألم وتجعلنا نشعر بالراحة والاطمئنان .

إن الدعم قد يكون عاطفياً في تقديم المواساة في حال الحزن مثلاً ، وقد يكون بالألفة والمحبة لبعضنا البعض كتلبية دعوة لصديق، وهو دعم اجتماعي يظهر قيمة الأُخوة بيننا، ومن أشكال الدعم تقديم النصح والمشورة والتوجيه مثلاً قد يكون لدى صديق أو قريب فرصتان لوظيفتان مختلفتان ولا يعرف كيف يقرر؟ ، وهنا الدعم يسانده ويقويه في اتخاذ القرار الصحيح، وأيضا طلب الدعم النفسي الذي قد نخجل عن البوح به ويثقل علينا أحياناً مثل العواطف والمشاعر التي تنتابنا ونشعر بها كالخوف من الظلام وغيرها وكيف أن الاقتراب من أشخاص يزيلون عنا هذا الشعور يحدث الطمأنينة وسكون النفس، وكما أننا نحتاج إلى تحفيز سلوكيتنا وتقويمها بالثناء على الحسن منها .

فالدعم يظل دعماً مهما اختلفنا في تسميته ، يظل أثرة ويبقى، والأخصائي الاجتماعي يسهم في دمج التجانس بين مختلف أنواع الدعم ، فهو يمثل دور من أدواره وأساس في مهنته ، والتي تجعل من عمله محط اهتمام وتركيز، فنحن نسعى لتحقيق التجانس بين أفراد المجتمع .

قال صلى الله عليه وسلم: مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى. متفق عليه.

وقال صلى الله عليه وسلم: المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً. متفق عليه هذا هو ديننا وهذه هي قيمنا التي نسمو بها ونرتفع.

“1”الحديث ورد في صحيح مسلم وصحيح البخاري وهو من رواية الصحابي نُعمان بن بشير رضي الله عنه.

“2”الحديث رواه الصحابي الجليل عُمر بن الخطاب رضي الله عنه​

تهاني الخيبري

معاكم تهاني الخيبري انا اخصائية اجتماعية موظفة في قطاع خاص
زر الذهاب إلى الأعلى