لماذا تسيطر المشاعر علينا أحيانًا؟

هل وجدت نفسك يومًا غارقًا في مشاعر لا تستطيع السيطرة عليها؟ ربما شعرت بالحب أو الخوف أو الحزن بطريقة تجعلك تفقد السيطرة على قلبك وعقلك. هذا الأمر شائع جدًا، لكنه يترك الكثيرين في حيرة: لماذا لا نستطيع التحكم في مشاعرنا دائمًا؟ وما الذي يجعل المشاعر تسيطر علينا بهذه القوة؟

1. المشاعر ليست عقلانية

المشاعر لا تخضع لمنطق العقل. قد نحب أشخاصًا لا نتوقع حبهم، أو نخاف من أمور قد لا تكون مهددة فعليًا. هذا لأن المشاعر ترتبط بالعاطفة والتجارب السابقة، وليس بالمنطق والتحليل.

2. التعلق بالحاجة العاطفية

البشر يحتاجون إلى الشعور بالحب والقبول والانتماء. عندما تجد نفسك متعلقًا بشخص ما أو تجربة معينة، فإن مشاعرك تصبح انعكاسًا لهذه الحاجة، مما يجعل من الصعب السيطرة عليها.

3. التوقعات المرتفعة تزيد من التعلق

غالبًا ما نرفع توقعاتنا دون أن نشعر، فنعلق آمالنا على أشخاص أو مواقف. وعندما لا تتحقق هذه التوقعات، نجد أنفسنا عالقين في دوامة من المشاعر التي يصعب الخروج منها.

4. الخوف من الفقدان أو الرفض

الخوف من خسارة الأشخاص الذين نحبهم، أو من عدم تحقيق ما نتمنى، يعزز الشعور بالعجز أمام المشاعر. هذا الخوف يجعلنا نتمسك أكثر، حتى لو كان ذلك مؤلمًا.

كيف نتعامل مع المشاعر التي تسيطر علينا؟

1. التقبل بدلًا من المقاومة:
بدلاً من محاولة كبت مشاعرك أو الهروب منها، تقبّل وجودها كجزء من تجربتك. المشاعر تأتي وتذهب، وما تشعر به الآن لن يستمر للأبد.
2. التنفس والتأمل:
عندما تشعر بأن المشاعر تسيطر عليك، خذ لحظات للتنفس بعمق والتركيز على الحاضر. هذا يساعد على تهدئة العقل وإعادة التوازن.
3. التحدث مع الآخرين:
لا تخف من مشاركة مشاعرك مع شخص تثق به. أحيانًا، مجرد الحديث عن ما تشعر به يخفف من حدة المشاعر.
4. تذكير النفس بالواقع:
اسأل نفسك: “هل هذه المشاعر تعكس الواقع أم مجرد مخاوفي وتوقعاتي؟” هذا التمرين يساعدك على التمييز بين المشاعر الحقيقية والتفكير المبالغ فيه.

ختامًا

المشاعر جزء لا يتجزأ من إنسانيتنا، وهي ما يجعلنا نشعر بالحياة بعمق. قد تكون السيطرة عليها صعبة أحيانًا، لكن الأهم هو أن نتعلم التعايش معها بلطف وصبر. المشاعر ليست دائمًا ضعفًا، بل يمكن أن تكون قوة تدفعنا نحو النمو والتغيير.

نوف الزعبي

أخصائية اجتماعية مرخصة من هيئة التخصصات الصحية ، مهتمة و متطلعة بأبحاث القضايا الاجتماعية بفضل خلفيتي في علم النفس والعدالة الاجتماعية والإصلاح الاجتماعي، أكتب مقالات تسلط الضوء على هذه القضايا، حيث أطمح دائمًا إلى أن تكون كلماتي نافذة تتيح للآخرين رؤية العالم من منظور مختلف وتحفيزهم نحو التغيير الإيجابي ، خلال مسيرتي، شاركت في العديد من المقالات والمبادرات التي تعزز هذه القيم، وأهدف إلى إحداث أثر ملموس في المجتمع.
زر الذهاب إلى الأعلى