ولعل في الصلح خير
حدثتني احدى الصديقات عن صاحب زوجها الذي التقاه ليشتكي له عن مشكلة أسرية حدثت بينه وبين زوجته أدت إلى انفصالهم، وكان تحسره وندمه على عدم وجود محاولة جادة للإصلاح فيما بينهم حيث أن الأمر على حسب قوله يحتاج فقد قليل من المحاولة والجدية في أمر المصالحة لتقريب وجهات النظر ولإعادة الأمور إلى طبيعتها، والذي يتضح من حديثة بأن ما زاد الأمر سوء ووصولهم إلى طريق مغلق هو عدم وجود محاولة جادة بالتوفيق فيما بينهم وحل الخلاف.
وفي أثناء سردها للأحداث التي حصلت أخذت بالتفكير في مدى أهمية دور المصالحة وتأثيرها وخاصة في المنازعات والقضايا الأسرية، وايضاً أهمية ودور المصلح الاجتماعي الذي يحمل على عاتقة أمانة كبيرة في حل المشكلات وتقريب وجهات النظر بأسلوب مهني متقن للوصول لحلول لهذه المشكلات وبهدف حماية كيان الأسر من التفكك.
حيث يعد عمل المصلح الاجتماعي في القضايا والمنازعات الأسرية هو اصلاح ذات البين وحل المشكلات الأسرية ومحاولة إزالة تلك الخصومة برضا من الطرفين لتبقى المودة والرحمة وتستمر الحياة الأسرية، وكذلك في قضايا الرؤيا والنفقة وغيرها من القضايا الأسرية، فهي من جانب مهمة سامية حيث أنها تهدف وتسعى لحماية الأسر من التشتت والتفرق، و من جانب آخر مهمة حساسة حيث أن عدم مهنية أوتمكن الشخص الذي يقوم بدور الإصلاح قد ينقلب سلباً على حياة أسرة بأكملها فخلاف بين شخصين قد يصل ضرره وتأثيره على بقية أفراد الأسرة في حين لم يكن هناك حلول مناسبة، لذلك ولهذا الدور المهم والكبير الذي تحدثه المصالحة بين الزوجين أصبحت جميع قضايا منازعات الأحوال الشخصية لابد وأن تمر بمرحلة الاصلاح أولاً وكشرط أساسي لنظر القضايا في المحاكم بهدف التقليل من تدفق القضايا الأسرية وإيجاد حلول مسبقة لها وإنهاء وحل النزاع.
وبالتالي فإن مبادرات المصالحة والإصلاح الاجتماعي في المشاكل الأسرية في غاية الأهمية لتماسك البناء الأسري والصمود أمام رياح المشكلات التي تعصف به، لذلك ينبغي على كل من حُمّل هذه الأمانة أن يستشعر أهمية ما يقوم به، وأن يعلم بأن المهمة التي هو في صددها هي خط فاصل بين استمرار الحياة الزوجية أو توقفها، وأن يتحلى بثلاث أمور لأداء مهمته: الصبر، والإخلاص، والجدية.