الذكاء العاطفي كمعيار للتقدم الاجتماعي
يؤكد الذكاء العاطفي على أن تمتلك القدرة على فهم مشاعرك وحسن إدارتها ، وتفهم مشاعر الآخرين وعواطفهم، والإحساس بها، والتفاعل معهم بردود أفعال مناسبة ومتزنة.
وتلك مهارات مكتسبة من خلال التربية والبيئة التي ينشأ فيها الفرد، فضلاً عن أن كل شخص لدية قدرة معينة في تعلمها حسب شخصيته وظروف تنشئته ،
فهناك من تحركهم عواطفهم بدرجة طاغية حتى تكاد عاطفتهم أن تتحكم في قدرتهم المنطقية في تقييم الأمور ، وهنالك المعتدلون ، وهناك أشخاص نستطيع أن نصفهم بالغباء العاطفي؛ فهم من لا يقيمون للمشاعر والعواطف وزناً، فقد يتفوقون مهنياً أو علمياً بشكل لافت، ولكنهم يفتقدون لمهارات الذكاء العاطفي، فتجدهم يتعاملون بنفسيات متعجرفة، وكانهم الكاملون، وتتحكم بهم النعرات الجاهلة التي تعميهم عن تحديد نقاط ضعفهم، فيحتقرون غيرهم، ويتعالون على النقد، و لا يتقبلون وجهات نظر الآخرين، فضلاً عن انخفاض التعاطف مع بيئتهم ومحيطهم، فينكرون مشاعرهم و يقمعونها، لذلك هم متراجعين أومهمشين اجتماعياً.
فإن وضعنا معياراً للذكاء العاطفي لوجدنا على طرفيه أفراداً متشددين، بما لا يساعد الفرد على التقدم و التفاعل والإندماج السليم في المجتمع ، بينما كل ماقتربنا من قلب المعيار المعتدل نجد أشخاصاً أذكياء، لطفاء، ودودين، لديهم قدرٌ متزن من الوعي للإرتقاء، ودرجة جميلة ومعتدلة من التقبل والتواضع مع من حولهم، يدركون قيمة التعاون والسلاسة في التعامل؛ فيرغب الجميع بالتعامل معهم ، وذلك عائد عليهم بالتحسين والتقدم، وعائد بالنفع على بيئتهم ومجتمعاتهم.
من ذلك نستطيع القول أن الذكاء العاطفي ؛ عامل مهم لتطوير العلاقات بين البشر، ومحور أساسي لتطوير الشخصية وزيادة قدرة الفرد للنجاح والاندماج مع البيئة والمجتمع .