مُعيق لا يُرى
مُعيقُ لا يُرى
حينما يتعرض الشخص لتعب جسدي او وعكةٍ صحية، سريعًا ما نستطيع أن نلاحظ ذلك …
في اصفرار وجهه او تغير صوته وغيرها من المظاهر، قد نستطيع تمييز المعافى والمصاب
ويستطيع الشخص الشعور بألمه وتحديد مكانه بالتحديد، لكن ماذا عن الألم النفسي هل الأمر مختلف؟
هل يعلم المرء ما به وما استجد عليه من اعراض؟
هل يستطيع تسكين المه، وهل بإمكانه زيارة مختص بكل يسر كما يزور طبيب الباطنية او الاسنان؟
قد يتقلب المرء في دوامة من المشاكل التي لا يعرف لها تسمية
ولا يعرف لها حلاً
قد يرتبط بمعيقات لا تُرى للخارج معيقاتٍ داخلية عميقة
قد يظهر للناس بأفضل حال، يعمل، يتجمل، يضحك ويمزح …
لكن داخله مكتظ، مليء بالخيبات والعوائق والكسور والتردد
قد يخفي المرء المه ويظهر على هيئة انفعالات لا تهدأ او على هيئة عتاب مكتوم يحرق في النفس يشعل النيران في داخلها …
قد يمضي المرء مع الحياة متجاهلاً ما به، متجاهلاً خجله الزائد او رهابه الاجتماعي، متجاهلاً صمته في مواضع لا ينبغي بها الصمت، متجاهلاً رفضه للواقع ورغبته بالتحسن، متجاهلاً اموراً عدة ينبغي عليه التوقف لحلها والنظر بها …
وفي نهاية الأمر يعي وجود المعيق ووجود الألم النفسي
يعلم دائه ودواءه يعلم احتياجه لمراجعه أفكاره لتصحيحها، للالتفات لداخل نفسه والتوقف قليلاً لمداواة ما بها، يعلم اخيراً انه بحاجة للاعتراف بحاجته للسكون والشجاعة في آن واحد، بحاجة لأن ينهي كل الصراعات أن يلجأ للمساعدة إن احتاج، أن يتحدث مع من يفهمه، ان يرتب فوضاه وأن يذهب للمختص دون تردد…
كما يذهب لمداواة المه العضوي
يذهب ايضًا لعلاج روحه، لتطوير ذاته النفسية والاجتماعية، ليُكون لنفسه أفضل نسخة، نسخة أكثر نضجًا وسلام..