بيوتٌ مُتزعزعة
بيوتٌ متزعزعة
عماد البيوت ليس بجدارنها، ليس بالبنية التحتية، ليس بالإسمدة ولا الزخارف والتحف …
والضياء كل الضياء..
ليس بأنواع الإضاءة وقوة سطوعها، النور في الصدور والأنفس..
هناك بيوتٌ سعيدة يشع منها الأنس، تلجُ بالضحكات والذكريات المؤنسة
وهناك بيوت مظلمة شديدة العتمة لا انسٌ بها ولا ألفة
وهناك بيوت بين هذه وتلك، مزيج بين السرور والحزن، بين الالتحام والتنافر
بيوتٌ تسمى بالطبيعية وأظنها الأكثر تواجداً
كيف أصبحنا الآن؟
كيف أصبحت بيوتنا مع زخم التواصل الاجتماعي مع التطور الهائل والركض المستمر
كيف بات تواصلنا مع بعضنا البعض
أصبح كل شخص في مكانٍ وعالمٍ آخر ونحن بالمكان ذاته، أصبح الصمت والكتمان يعم بيوتنا
قد لا يعلم الأخ عن حال أخيه سعيداً كان ام مُثقل، قد باتت أحاديثنا تدور عن أخبار المشاهير وحكاياتهم
قد نفذت الأحاديث وباتت مملة.. بات المرء لا يعرف كيف يتحدث!
ثم إن الأسر منبع الاستقرار النفسي منبع الدفء والأمان، منشأً الأبطال والناجحين
وأيضًا منشأ المتزعزعين والخائفين..
” أساس كل أمرئ خلف تلك البيوت ”
إن للأبناء في كل مرحلة عمرية احتياجات ينبغي أن يعتنى بها
احتياجات بديهية تُعطى ولا تطلب
ولا اقصد هنا الاحتياجات المادية بل قد تعطى بسهولة، لكنني اتحدث عن الحاجات العاطفية التي قد يغفل عنها الكثير من الآباء دون قصدٍ منهم
ويكون التقصير بها ذا وقعٍ كبير على الأبناء
قد يتسول الأبناء الاهتمام من اشخاص سيئين … قد يسلكوا مسالك سيئة واموراً لا يحمد عُقباها، قد يبقى الاحتياج يرافقهم سنينً طِوال، يصبحوا غير واثقين بذواتهم جرحى ومتذبذبين.
إن التربية مسؤولية مشتركة لا ينبغي أن يتحمل فرداً كل احمال التربية ويتخلى الآخر عن مسؤولياته دون مسببٍ منطقيٍ لذلك …
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((كلُّكم راعٍ، وكلُّكم مسؤولٌ عن رعيَّتِه، والأمير راعٍ، والرجل راعٍ على أهل بيته، والمرأة راعية على بيت زوجها وولدِه، فكلُّكم راعٍ، وكلُّكم مسؤول عن رعيَّتِه))؛ متفق عليه.
خِتامًا ….
لابد ألا يطول الخلاف وألا تطول الإساءة لابد أن يكون الحوار حاضراً دومًا، وألا يسود الكتمان والعتب، لابد لكل فرد أن يراجع نفسه أن يحسن من ذاته ألا يكون مصدراً لشقاء عزيزٍ من أسرته.
شهد القاسم .