لحظات الحياة

نمر جميعًا بلحظات سعادة
بعد تعب وسعي طويل وراء حلم أو هدف
لحظات سعادة تلي لحظات الجهد والمثابرة في الدراسة أو العمل..

ونمر بلحظات حزن بعد الخسارة أو الإخفاق في أمر تطلعنا له.
كما لا تخلو الحياة من لحظات القوة ولحظات الضعف
لحظات مليئة بالنجاح وأخرى مليئة بالفشل
لحظات نتمنى أنها تنتهي ولحظات نتمنى أن الحياة تقف عندها
ولحظات كثيرة نعيشها أو نتعايش معها
تضيعنا أو نضيعها بأنفسنا.

أحيانا تخرج هذه اللحظات عن سيطرتنا ونعجز فيها ويصعب علينا تخطيها لأسباب كثيرة
قد يكون لشدة الموقف أو الصدمة وعدم توقعنا
أو ضغوط كثيرة لم تعاملنا معها بالشكل الصحيح وتفاقمت علينا
نعيش حينها لحظات وكأننا بكهف مظلم لا نعرف سبيل الخروج منه
نحاول السير من اليمين لعلنا نجد مخرج مع التفاؤل والأمل ولكن لا نرى النور
ونعاود المحاولة من اليسار مع اليأس والانكسار ولعلنا نخرج فقط ولا جدوى
ومتى ما رجعنا للخلف وفكرنا بالتخلص من كل شيء والعودة لما كنا عليه..
مهما حاولنا لا شيء يعود كما كان ولا شيء يعود بنا لنقطة البداية..

هذا ما يحدث حينما نسمح لشعور اللحظة القاسية أن يكسرنا ويتملكنا
ويعيش فينا ويأخذنا له بلا حدود ولا قيود.
ويفوّت علينا لحظات جميلة كنا سنعيشها لولاه
كيف نتعامل مع هذه اللحظات!
كيف لا نسمح لها أن تتملكنا!
وكيف نتجاوزها بسهولة!

في البداية لا بد أن نؤمن بالله
“وندرك حديث رسوله صلى الله عليه وسلم حين قال:

عجبًا لأمرِ المؤمنِ إنَّ أمرَه كلَّه خيرٌ،
إنْ أصابَتْه سرَّاءُ شكَر وإنْ أصابَتْه ضرَّاءُ صبَر وكان خيرًا له
وليس ذلك لأحدٍ إلَّا للمؤمنِ”

وهذه لحظتان
لحظة شكر بالسراء
وصبر بالضراء
ومن ثم علينا أن ندرك حقيقة هذه اللحظات
سواء كانت تسرنا أو تحزنا
فهي غير مستقرة وستأتي لحظة بعدها تكشفها وكأنها لم تكن.
على سبيل المثال طالب الثانوية الذي يرتقب لحظة قبوله في الجامعة
يمر بلحظة انكسار عند أول خيبة أمل يواجهها باختبار القدرات
ويمر بلحظة انهزام عند معاودة فشله
ويحاول بجهد بلحظات طويلة مريرة
ينساها كلها حينما يقبل في الجامعة وفي التخصص الذي يطمح له.
وذات الشخص يمر بلحظات مشابهة حينما يقدم على الوظيفة

كل اللحظات تنكشف وتمحى بلحظة واحدة
تذكر أنت ما الذي التي محت كل اللحظات الطويلة في حياتك
ستشعر بسخافة ما ضخمت
ولا لحظة تدوم مهما حاولنا أن نتشبث بها
يساعدنا هذا الإدراك على التقبل و التعامل مع كل اللحظات الصعبة والغير ثابتة
وسيكون هناك أمل بداخلنا مهما اشتدت صعوبة هذه اللحظة ومهما تسلل اليأس بعد الفشل
لن يملك قلب مؤمن بالله وبفرجه
ولن يهزم قلبًا فيه الأمل.
ولكي لا تدخل الكهف المظلم
لا بد أن تعيش هذه اللحظات بوقتها
اعتبر كل لحظة ضيف زائر وسيرحل عما قريب
أكرمه بحسن الشعور به.

عش لحظة السعادة وابشر بها وأفرح بكل ما فيك
وفي لحظات الألم والانكسار
أحزن ودع الحزن يخرج منك
أن كبته تملكك وأن أخرجته وفرغت ما فيك بالحديث أو البكاء سيصغر حجمه
وسيرحل كأي لحظة تزورك.

وأخيرًا تذكر أن في الضعف قوة
والتعامل مع لحظات الضعف بقوة ضعف
لا يمكن مسح الجرح الدامي بالقبول
لكن بعد توقف الدم يمكننا تضميده بالقبول والرضا.

ندى ابراهيم

أخصائية اجتماعية مهتمة بالمجال النفسي والاجتماعي
زر الذهاب إلى الأعلى