تزاحم الأفكار
من المتعارف عليه أن فقدان الذاكرة بعدة أنواعه مرض، وأنه يصيب الإنسان نتيجة تعرضه لصدمات أو أمراض مسببة له، وقد تكون جراء إصابة معينة أحدثت خلل في أجزاء المخ والجهاز العصبي لهذا الشخص، ولكن نحن هنا لا نتحدث عن هذا العضال بمعناه المرضي، بل حديثنا عن الجانب الاجتماعي والأثر النفسي الذي تخلفه رواسب فقداننا المؤقت لذكرتنا (تجاهل)، وعن ردات الفعل للمواقف التي تجعلنا في عزلة وتجاهل لما هو حولنا، ولنظرتنا المتفائلة للحياة.
أنا هنا أقتبس هذا التجاهل والتزاحم من صفة لمرض (فقدان الذاكرة المؤقت)، حيث نتعمد تجاهل ونسيان بعض المواقف والأشخاص، نظراً لتجاربنا السيئة، ونحن بهذا التزاحم داخلنا نحاول أن نجد طريقة ولو كانت مؤقتة لتخفيف هذا العبء الثقيل علينا بهذا الفقدان المؤقت، علنا نسلى ونكمل مشوار الحياة.
فهل يعد ظاهرة، أو يعد ميزة. أم شعور عابر، أو رغبة ملحة، أو هل من الممكن أن نصفها بتعمد النسيان للأحداث والأشخاص الذين أحدثوا هذا الصراع بداخلنا.
أما الجانب السلبي حينما يفقد جزء من الذاكرة والمعرفة بالأشياء، وحينما نتجاهلها، فقد يختلف الأشخاص فيما يتمتعون به من صفات ذهنية وعقل واعي، ويقولون إن النسيان نعمة.
فحينما تقوم بسؤال أحدهم عن حدث معين ويجيب بأنه لا يتذكره.. تتعجب أنت هل هو حقا لا يذكره أو أنه يتحاشاه ويتجنب طرح الأسئلة حوله، وهل الأحداث الحزينة تؤثر على ذواتنا حينما تبقى حبيسة في الذاكرة لحين قدوم ما يشتتها ويبعثرها فتكون ظاهرة على السطح بصور وأشكال عدة منها الكرة أو الغضب الشديد أو الضحك الهستيري، فقد تتدمر علاقتك بالآخرين دون أن تعلم.
والأجدر بنا أن نعطي المواقف حقها من الأنفعالات حتى لا تتراكم وتتزاحم داخلنا.