بداية العام
بداية العام ..
ها انا استرجع ذكرياتي الماضية …
بعضها سارّة وبعضها موجعة ..
الذكريات لها ضجيج وازيز ما بين الضحكات والقهقهات
وما بين الندبات والدموع والأهات ..
بعض المواقف تغيرك ألف مرة..
وتنضجك من حرب خاسرة ..
معركة بين الذات وبين الواقع الذي تعيشه ..
ويجب ان تتعايش معه مهما كانت هزائمه وخساراته .. تعيش على قيد الحياة في سن الشباب لكن بداخلك وقعت في سن اليأس ..
او في عمر الزهور لكن الحقيقة في عمر الأشواك .. الصراعات الداخلية والخارجية ..
بين ما سعيت له ومابين حصيلتها ..
بين الغضب وبين الرضا ..
بين الألم وبين الأمل ..
بين السعي وبين التكاسل ..
بين الهمة وبين الإستسلام ..
بين القوة والضعف ..
بين الإنتصار والهزيمة ..
بين الوهم والواقع ..
بين الحلم والخيال ..
بين الهدف وبين الوصول ..
نحن لا نتكلم عن رفاهية الاختيار بل المواجهة ..
الحياة تسقطنا في الوحل والطين وعليك أن تنجو من المستنقع ..
مستنقع أفكارك وتقلب أحوالك ومزاجك و ظروفك وهزائمك وخساراتك وجروحك وألامك التي لم تتشافى وصدماتك التي لم تتخطاها بعد ..
ونظرتك للحياة التي بين حدين متوازيين حدود السوداوية والبياض بين اليأس والحياة ..
المنطقة الرمادية ..
هذه الحياة تصفو من مشاربها وتتقيأ منها .. !
لكن وجبت علينا مواجهتها والسعي في أرض الله ..
لولا إيماننا العميق بمعية الله وعدله في أرضه ..
لما استسغنا الحياة .. نستسيغها بفضل الله برحمته وعوضه وجبره وكرمه عدالة الإله في أرضه وعوضه في دار القرار مهما كانت صعوبات وهزائم الحياة
الله كافلك ومنجيك منها قادر على انتشالك من اسوء مافيها ..
والشوكة التي يشاك المؤمن عليها أجر ..
وإنتظار العوض من الله عبادة ..
وإحسان الظن في الله مؤجر في قوله أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما يشاء؛
إن ظن خيرا فخير، وإن ظن شرا فشر”
فلعل السنة الجديدة تمحي الأوجاع من اثارها
اثار السنة الماضية ..
ونولد من رمادها وخيباتها ..
ونبدأ من حيث الخبرة والتجارب و تتشافى وتتعافى بروح جديدة..
ولدت حياة جديدة وسنة جديدة ..
بروح صلب تعطيك اسوء مافيها بأقوى مافيك ..
لا تتأثر من خدوش الحياة بل تتخطاهابصدر رحب ونفس مؤمنة قوية قانعة راضية بما كتبه الله لنا ..
ومنتظرة عوض الله وما سيأتيها الله من فضله ..
واختتمها بختام السنة وبدايات العام ..
بخاتمة حسنة وحسن الختام وهي
“وداعًا لكلِّ حلمٍ قديم، و مرحبًا بما يريده اللّه لنا.”