الشخصية النرجسية
الشخصية النرجسية هي من الشخصيات التي تعاني من اضطرابات الشخصية وهي تعود لسبب تسمية النرجسية بهذا الاسم استناداً للأسطورة اليونانية نرسيسوس أو نرجس (بالإنجليزية: Narcissus) الذي وقع في حب انعكاس صورته وتم اعتباره نوعاً من أنواع اضطرابات الشخصية وأطلق عليه اضطراب الشخصية النرجسية .. والنرجسية تعني أنها أحد اضطرابات الشخصية التي يتبع فيها الشخص نمط حياة أناني يضع فيها احتياجات الذات فوق احتياجات الآخرين ويتوق إلى اهتمام وإعجاب الآخرين به والسيطرة عليهم وعدم التعاطف بهم وأذيتهم والتلاعب بهم للحصول على ما يريده .. وللإضطرابات الشخصية النرجسية عدة أنواع منها :
• النرجسية العلنية أو الصريحة :
يركز الشخص النرجسي في هذا النوع على المكانة، والثروة، والقوة، ويعتقد بأنه يستحق معاملة خاصة عن الآخرين، كما أنه حساس تجاه النقد.
النرجسية الخفية: هي أقل وضوحاً من العلنية، وفيها يشعر الشخص بأهمية ذاته ويتوق إلى إعجاب الآخرين به، وقد تظهر عليه سلوكيات لوم الآخرين، أو التشهير، أو التلاعب للحصول على ما يريد.
النرجسية المعادية: يولي هؤلاء الأشخاص اهتمامهم للظهور في القمة دائماً، وقد يستغلون الأشخاص للوصول إلى أهدافهم، بل عادة ما يقللون من شأن الآخرين.
النرجسية الطائفية: يتسم النرجسي في هذا النوع بسمات التضحية من أجل الآخرين، ولكن بدافع الظهور ونيل الإعجاب فقط، وليس لمساعدة الآخرين، فقد يتصدر هؤلاء الأشخاص القضايا الاجتماعية كقادة حركة أو فكرة ما، ويرون أنفسهم أناساً متعاطفين ويهمهم أمر الآخرين
النرجسية الخبيثة: هي أكثر الأنواع خطورة، فبالإضافة إلى الصفات العامة للنرجسي يعاني الشخص في هذه الحالة من سمات مرتبطة باضطراب الشخصية المعادية للمجتمع، مثل جنون الارتياب، وافتقار التعاطف، وسمات السادية.
وأيضاً تكمن خطورة النرجسية في أن المصابين بهذا الاضطراب عادة لا يبحثون عن العلاج لعدم إدراكهم بأن ما يمرون به من مشاكل هي نتاج سلوكياتهم، بل قد يلقون اللوم على الآخرين، كما أنهم لا يقبلون النقد
مما يجعل من الصعب على الآخرين توجيههم للعلاج و غالباً ما يتم تشخيص هذا الاضطراب في البالغين وليس في مرحلة الطفولة أو المراهقة، فبالرغم من احتمالية ظهور علامات مبكرة للنرجسية على المراهقين، إلا أن الطفل أو المراهق لايزال في مرحلة تطور الشخصية ونضجها، فلا يمكن الحكم بشكل قطعي على استمرار هذه السلوكيات. ولكن قد يُشخص هذا الاضطراب في مرحلة الطفولة أو المراهقة في بعض الحالات إذا استمر النمط السلوكي بوضوح على الشخص مدة أكثر من عام.
التعامل مع شخص نرجسي يتطلب الكثير من المهارات العاطفية المختلفة والأكثر تطورًا؛ حيث إن وجود شخص نرجسي في حياة الشخص قد تكون أمرًا محبطًا أو صعبًا عاطفيًا.
كيفية التعامل مع شخص نرجسي
ويجب التعامل مع النرجسيين بأحد الطرق التالية:
١/ تثقيف النفس
قبل أي شيء يجب أن يقوم الشخص بتثقيف نفسه حول اضطراب النرجسية، وفهم نقاط القوة أو الضعف عند الشخص النرجسي، وكيف يمكنه التعامل معها بشكل أفضل.
٢/ تحديد نوع النرجسي
هناك النرجسي المتكبر والضعيف، والذي يكون سلبياً، وله احترام منخفض لذاته، وشخص انطوائي والنرجسي المتكبر والواثق، حيث يسعى للحصول على الاهتمام، ويكون منفتحًا، وللتعامل مع النرجسي حسب النوع يُفضل اتباع الآتي:
•النرجسي الضعيف يجب تقديم الطمأنينة له أو محاولة السيطرة على عواطفه.
•النرجسي المتكبر يجب منحهم دورًا رئيسيًا أو منحهم الاهتمام الكافي.
٣/ الهدوء
مهما حاول النرجسي أن يستفز الشخص وانتقاده أو محاولة تشكيكه بنفسه، لا يجب الاستجابة له، والمحافظة على الهدوء، وينصح بالتعامل معه كأنه طفل يبلغ من العمر 3 سنوات، وهي من أفضل طرق التعامل مع النرجَسي.
٤/وضع حدود
من أهم الأمور التي يجب فعلها هي وضع حدود واضحة وثابتة عند التعامل مع النرجَسي، وتوضيح التصرفات والسلوكيات المقبولة، والمرفوضة، والإصرار على هذه الحدود دون التفاوض حولها أو التنازل عنها.
٥/ تعزيز الثقة بالنفس
غالبًا ما يحاول الشخص النرجسي أن يقلل من ثقة الأشخاص الآخرين بنفسهم، وذلك حتى يزيد من ثقته بنفسه، لذا عند التعامل معه يجب تعزيز الثقة بالنفس حتى لا يؤثر عليها، وذلك من خلال الآتي:
• الحديث الذاتي الإيجابي.
•مسامحة النفس على الأخطاء.
•التواجد مع أشخاص داعمين.
•الدفاع عن النفس.
•معاملة النفس بلطف أو احترام.
٦/ الانخراط في علاقات صحية
عند وجود علاقة مع شخص نرجسي يجب الانخراط في الكثير من العلاقات الصحية المتنوعة في حياته، سواء كان من أفراد العائلة، أو الأصدقاء، أو زملاء العمل؛ تساعد العلاقات الصحية الشخص في الحصول على الدعم العاطفي.
٧/ المرونة .
قد يكون التعامل مع النرجَسي أمرًا ضروريًا ويحتاج للقليل من المرونة النفسية في التعامل، وذلك في المواقف التي يضطر بها الشخص للتعامل مع مدير العمل أو صاحب سلطة، وتكون المرونة على هيئة المسايرة أو المجاراة قدر الإمكان
٨/ الإبتعاد :
لا يجب دائمًا التمسك في الشخص النرجسي، والبحث عن حلول له، أو مساعدته ودعمه، أحيانًا يمكن ببساطة الرحيل أو الابتعاد. وينصح في التوقف عن التعامل مع شخص نرجسي أو الابتعاد عنه في الحالات التالية:.
•التعرّض للإذلال أو الإهانة من الشخص النرجسي.
•التعرّض لتهديدات أو الصراخ منه.
•سماع الكلام المهين أو الشتائم.
•مواجهة الكثير من الاتهامات الكاذبة.
•الشعور بأن النرجسي يُحاول تملك الشخص والسيطرة عليه.
•الإحساس بالتقليل من المشاعر والاحتياجات الخاصة، والآراء.
واخيراً يجب التثقيف الذاتي ويكون لدينا الوعي الكافي للاظطرابات الشخصية ومن ضمنها اضطراب وداء النرجسية لأن اغلب ضحايا الأمراض النفسية سببها وتأتي من تأثير النرجسية خصوصاً من دائرة العلاقات المقربة الشخصية ومن علاقات العمل لذا الوقاية خير من العلاج واتمنى للجميع التوعية بأهمية الصحة النفسية مع تمنياتي للجميع حياة وعلاقات صحية مستقرةومطمئنة ..