التساهل في الكذب

أنا أسأل عن التساهل في عادة الكذب،

من العادات السيئة والتي لها تأثير في التنشئة وبناء المجتمعات صغيرة كانت أم كبيرة،

الكذاب الذي يتصور بعدة صور بين الأفراد.

الكذب للتخلص من العقاب،

والكذب لكسب الصداقات والعلاقات المؤقتة،

وهناك من يكذب ليتلاعب بعواطف ومشاعر الآخرين،

وهناك من يكذب ليحصل على كل ما يريد وقت ما يريد،

وهناك من يعتبره تصرف محمود لأنه ينقذه من بعض المواقف الحرجة بنظره، فيمثل النجاة له ويبعده عن التفكير.

وقد نجد فئة من الأشخاص يعتمدون على الكذب بكافة جوانب حياتهم حتى في أبسط الأمور فهم يخترعون أساليب لجذب المتلقين، أما بإثارة جدل أو بمزاح حيث أن لا شيء في هذه الحياة يستحق الجدية، وأحياناً لضعف شخصياتهم فيبحثون عن القوة.

قد نجد أن من يعتمد على الكذب يشعر بالسعادة ولكن هذه السعادة زائفة سرعاً ما تتلاشى.

فمن المسؤول عن تشكل هذه العادة السيئة المكتسبة؟!

وأنا هنا لا أبرر تصرف ولكن أبحث عن المسببات، وهل هي منطقية الحدوث لمعرفة مواطن الاعتلال للبحث عن ضماد لهذا الثقب في العلاقات.

o فنجد أن ضعف الوازع الديني ، في عدم وجود القيمة الحقيقة لدى هذا الكاذب ، وسهولة الحصول على كل ما يريده بالكذب .
o عدم وجود الموجه والمرشد وعدم الوعى بنتائج هذا الكذب مستقبلاً .
o الصحبة الفاسدة التي تفسد القيم .
o البحث عن لفت الانتباه بأي طريقة بمعنى ( أنا موجود ، أنا هنا ) لهذا الكاذب .
o التنشئة الوالدية ، فهم من يغرسون القيم بين أبنائهم .
o و قسوة في التعامل مع الأبناء ، تجعل منهم ضعفاء ينجذبون نحو أي سلوك .
o كما أن الحوارات بين الأبوين القائمة على الكذب في التخلص من المسؤوليات والحقوق ، دور حيث سيخرج جيل يتفنن ويتقن هذا السلوك ، فمن شب على شيء شاب عليه .​
o ربما يكون الكذب بسبب الخوف وطريقة دفاعية مستخدمة نظراً لقوة الظروف المحيطة به ، المتمثلة بعدة أمور منها :
• المخاطبة والحوار بين الآباء والأبناء ، فالحوارات المبنية علي رفع الصوت في الكلام وطريقة التعامل ، فينتج التلعثم ، واللجوء لأسرع الطرق في الإجابات وأن كانت كذباً لتخلص من تهديد ما .
• وربما يكون هذا الكاذب قد تعرض في طفولته لمواقف من النبذ من الأصدقاء في محيط المدرسة وغيرها ، لذلك فضل الجذب عن طريق الكذب .
• وقد تندرج تحتها الشخصية الثرثارة المحبة لكثرة الكلام واختراع القصص الخيالية في ذهنه ، لتصبح شخصية كاذبه ومخادعه ، ولكن لا نحكم على الجميع من غير براهين أو إثبات للمواقف .
فالشخص المعروف بالكذب، يعاني من اضطرابات في الشخصية، كما أنه يواجه التخلي ويعاني من خسارة الأخرين عند معرفتهم لحقيقته، وهذه مشكلة أخرى غير الكذب، خسارة التواصل والعلاقات الاجتماعية.

تهاني الخيبري

معاكم تهاني الخيبري انا اخصائية اجتماعية موظفة في قطاع خاص
زر الذهاب إلى الأعلى