علمتني السلحفاة

في يوماً ما استوقَفت قليلاً لأرى حركات السلحفاة المتزنة وخطواتها المتأنية وتركيزها وإصرارها للوصول رغم سخرية البعض منها بخطواتها البطيئة ولكن ثِقتُها العالية وتركيزُها على ذاتها واستمتاعِها بالرحلة أدّت إلى تحقيق أهدافها بكُل هدوء!

ففي زمن السرعة قد ننسى تفاصيل كثيرة نستمتع فيها فقط نودّ وجهة الوصول لأي أمر أو هدف نودّه فشعور قلق متواصل إلى أن يتحقق مانُريد فلا تربط مشاعرك مثل السعادة بتحقيق أهدافك فليكُن لديك رضا دائم وثقة حتى تصل فتشعُر بالسعادة أكثر.

لا داعي للركض المستمر دائماً ركّز على ذاتك واستمتع بالتفاصيل، فالحياة مثل الرحلة فلا تُقارن نفسك بحصاد الآخرين فكُل شخص له رحلتُه الخاصة والمختلفة تناسبه والوقت الذي أختاره الله له في تحقيق أموره.

فتَأَنَّ بشُرب كوب قهوتك وخطواتك المتأنية وتحقيق أمورك وأهدافك قد يأتي يوماً من الأيام تسأل نفسك لماذا الركض؟ فلا تُرهِق نفسَك وتتدّعي الكمالية والمثالية فحقق إنجازك بمتعة وليس فقط تأدية مهمة وضغط نفسي، فلتكُن لديك عقلية النمو بالتعلّم والتقبّل والصبر والإرادة لا تستعجل كلما زاد هدوئك وتركيزك لأهداف معينة كلما زاد إنتاجيتك وسعادتك فاستمتع برحلتك.

شيخه الرعيدان

أخصائية اجتماعية مصنفة من هئية التخصصات الصحية ، حاصلة على جائزة افضل اخصائي اجتماعي ، مهتمة في طريقة برايل للمكفوفين ، اسعى لتعلّم في مجال الأطفال وكبار السن .
زر الذهاب إلى الأعلى