كم صديقاً حقيقياً تمتلك ؟!
بحسب ( نظرية عالم النفس دنبر )،
“فإن الدائرة الأكثر إحكامًا من العلاقات الاجتماعية
تضم خمسة أشخاص فقط”.
بدايةً ولكي نستطيع تحديد عدد أصدقائنا الحقيقيون؛ علينا أن نتفق على مفهوم الصداقة الحقة ونفرق ما بينها وبين غيرها من العلاقات العابرة المنتهية.
قد يختلف المعيار من شخص لآخر نسبياً، فما هو مطلوب لدى شخص ما؛ ليس بالضرورة أن يكون مطلباً عند شخص آخر، ولكن هناك جوانب عامة لتقييم العلاقة بأنها صداقة حقيقية طويلة المدى أو علاقة عابرة.
فلو صنفنا العلاقات سنجد:
-أصدقاء المتعة ( المستمتعون) الذين يلبي وجودك معهم متعة معينة لكليكما ويفرقكما انتهاء المتعة.
-وهنالك أيضاً أصدقاء المصلحة ( المصلحجيون)،
الذين يتلمسون احتياجهم، و هم عند احتياجك مختفين، ولا بأس في وجودهم ولكن لا يعول عليهم.
-وهنالك صداقة( الافتراضيون) خلف الشاشات؛ أصدقاء الفضاء الإلكتروني الذين قد يلبون شيئاً من احتياجاتك، ولكنها وكما وصفها أحد الكتاب؛ علاقات سائلة مائعة ليس لها أساس و غير مضمونة.
-أما هنالك و على الضفة الجميلة، يقف الأصدقاء
( اللامعون)، و الذين تجمعك معهم النوايا الطيبة، وتألف روحك روحهم، وتشبه قلوبهم قلبك، وتتناغم وجهتك مع طرقهم حيثما اتجهوا، فأنتم منسجمين، ويلبي وجودهم احتياجاتك النفسية وتلبيهم، وتجدهم في شدتك حتى ولو كانت شدة مادية ويجدونك، يفرحون لفرحك كما لو كان فرحهم، ويشاركونك الحزن حباً و خوفاً عليك، أولئك هم الأصدقاء الحقيقيون إن كنت موفقاً ولم تتعرض لمن يفسد عليك هذه العلاقة الجميلة، فالأصدقاء الحقيقون صعب إيجادهم، وصعبٌ أيضا أن تحافظ عليهم، لذلك كان عليك أن تبذل جهداً واضحاً يليق بالعلاقة لتستمر، وتسعى سعياً واعياً متزناً لتحافظ على ذلك الصديق الجميل ليبقى لك وفياً مخلصاً و محباً.
إن من أسرار العيش لعمر طويل هو وجود الأصدقاء، فحصولك على صديق واحد حقيقي، كفيل بأن تصل لمفهوم السعادة الحقة، والأنس وطول العمر في رضى وسلامة.
دمتم بود.