كرة القدم النسائية والعوائق الاجتماعية
في عام 2006 تم تأسيس أول نادي لكرة القدم النسائية في السعودية، وهو نادي اتحاد الملوك لكرة القدم النسائية، وكان لابد مراعاة الحياة الاجتماعية لتتمكن السيدات الالتحاق به كالحصول على موافقة ولي أمر اللاعبة
وتمكنت المرأة السعودية من إنشاء ما يزيد عن 10 فرق ترفيهية في جميع أنحاء البلاد وفي عام 2018 بدأت قيادات الفرق النسائية السعودية بتنظيم بطولات إقليمية،
في البداية أثار أمر مشاركة السيدات في السعودية في مباريات كرة القدم ضجة كبيرة قامت الجهات السعودية على أساسها بوضع عدد من الشروط بناء على ضوابط الشريعة الإسلامية والعادات والتقاليد، حتى وصل الي مباريات انضم المنتخب الوطني السعودي للسيدات بشكل رسمي إلى تصنيف الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”، وذلك بعد أقل من عامين على تأسيسه، بعد أن نجح المنتخب السعودي للسيدات في تحقيق نتائج متميزة منذ تأسيسه.
ولكن مازالت هناك عوائق مثل التنمر أو التجاوزات والسلوكيات اللفظية أو البدنية و بعض المشاكل النفسية مثل الاكتئاب والقلق أو عدم التحسن الأداء الرياضي للاعبين وشعور التعب بالفشل في تحقيق أهدافه من قد يعرضه إلى ما يسمى ب “الاحتراق” والتي تودي إلى العزلة الاجتماعية والمشكلات النفسية والتغيب عن بعض التمارين وانخفاض الأداء الرياضي، وربما الإقبال بشغف على بعض السلوك السلبي، كالتدخين وتناول بعض المنشطات والممنوعات أو تأثير السلبي لوسائل التواصل الاجتماعي لهذا تأتي الحاجة الملحة إلى وجود الأخصائي الاجتماعي في النوادي الرياضية إلى جانب اللاعبين والجهاز الفني والإداريين لمساعدتهم على التخلص من هذه الحالة مبكرًا حتى لا يفقدون قدرتهم على المنافسة الرياضية والاستمرار بالمشاركة الفعالة كلّ في مجاله عن طريق عقد دورات تثقيفية او ندوات ومحاضرات توعيه حتى حياة ما بعد الرياضة والانتقال ربما إلى جو اجتماعي مختلف مهنة أو عمل مختلف عن ممارسة الرياضة والجوانب المحيطة بها وقد شاهد العالم عشرات من اللاعبين الكبار يتعرضون للانتكاسات خلال شهرتهم بسبب الاصابات أو تعاطي المنشطات والمخدرات كما أن عدد كبيرا منهم أصبح عالة على المجتمع وفقد جميع ما يملك والبعض منهم اضطر للعمل في مهن بسيطة كل ذلك بسبب عدم وجود التوجيه المتخصص والتخطيط السليم المبكر في حياة اللاعبين.
وتحفيزهم وتقديم الدعم النفسي خلال مشوارهم الرياضي.
ومحاربه الأسباب التي تؤدي لهبوط مستواهم الرياضي وتراكم المشكلات المتنوعة خاصة أن اللاعب أكثر الناس تأثرًا بالغرائز السبع التي تحدث عنها عالم الأعصاب بانسكيب، حيث قال إنّه من بين الغرائز الأساسية السبع في الدماغ البشري “الغضب، والخوف والذعر، والحزن، والمتعة/الشهوة، واللعب، والسعي/البحث” تبدو غريزة السعي هي الأكثر أهمية للاعبين من أجل الفوز والانتصار داخل الملعب، أصبح للأخصائي الاجتماعي دور مهم جدًّا للعمل داخل المجال الرياضي، وأصبح المجال الرياضي أحد أهم المجالات الحديثة في الخدمة الاجتماعية،
ومن خلال عملي كأخصائية اجتماعيه في أحد النوادي النسائية أرى العديد من المشاكل التي توثر في أداء اللاعبات كالمشاكل الأسرية طلاق الوالدين والأسر المفككة والتنمر والضغوطات في الفوز والخسارة حتي خلال التمرينات اليومية فتمارس الضغوطات الحياتية تأثير علي مستواهم الرياضي مما يستدعي تدخل من شخص مؤهل في علاج المشكلات داخل وخارج الملعب لتقليل الضغوط الحياتية التي يتعرض لها لاعبات كرة القدم وتأثيرها على أدائهم بالإضافة إلى الجهد البدني الكبير والنظام الحياتي والغذائي المطالب فيه لتحقيق النتائج الرياضية المميزة.
هذا جعل اللاعبات تحت ضغط رهيب ربما يفقدهم التوازن في أدوار الحياة أو ما يسمى في علم الكوتشنج بعجلة الحياة المتنوعة.
هذه الضغوط اللامحدودة تتطلب نوعًا خاصًّا من الرعاية الاجتماعية والنفسية المبكرة من أجل الحفاظ على سلامة اللاعب والحفاظ على قدراته الرياضية بأكبر قدر ممكن إلى جانب الحفاظ على سلامته النفسية والجسدية من الإصابات أو المنشطات التي قد تعيق حياتهم الرياضية في المستقبل وأي تغاضي عنها أو إهمالها أو عدم معالجتها مبكرًا سيكون له تداعيات في حياة اللاعب وعلى الفريق ككل وعلى من حوله.
ومن أدوار الأخصائي الاجتماعي مساعدتهم على التخطيط والنجاح خلال مسيرتهم الرياضية وتحفيزهم للتفوق والنجاح حتى في مرحلة ما بعد الاعتزال من الرياضة. كل هذا جعل للخدمة الاجتماعية دورًا مهم في المجال الرياضي.
اخيرا الأخصائي الاجتماعي الرياضي صاحب مهنة مهمة تقوم على مساعدة الأفراد والجماعات والمجتمعات في جميع المجالات على استثمار قدراتهم وتحفيزهم في تحسين أدائهم، إلى جانب المساعدة في حل المشكلات والصعوبات التي تواجههم والوقاية منها، لذا يسعى إلى مساعدة الرياضيين، من خلال توفير التوجيه والتحفيز والدعم وربطهم بالتخصصات التي يحتاجون إليها من أجل ضمان رفاهيتهم العامة وضمان استمرار عطائهم الرياضي والحفاظ على سلامتهم واستقرارهم الاجتماعي والنفسي.