تأثير العادات والتقاليد في المجتمعات
إن من أهم المؤثرات التي تؤثر على سلوك المجتمعات سواء بطريقة ايجابية أو سلبيه هي العادات والتقاليد ؛و هي التي تتكون من أفعال مستمرة وموروث ثقافي اجتماعي يتأثر به المجتمعات منها ما هو غريب وما هو طبيعي ومنها ما هو منافي للدين حيث أنها جزء لا يتجزأ من الحياة والتي بدورها أن تؤثر في سلوك الأفراد والمجتمعات وتفاعلاتهم الاجتماعية وأطباعهم ؛ و تكون نقطة تحول فارقة في حياتهم وذلك بعدة طرق منها ما يساعد الأفراد والمجتمعات في التقدم والإستمرارية أو على عكس ذلك في الكبت و التحطيم،بالرغم من ذلك فإن للعادات والتقاليد أهميه بالغة يتمثل بعض منها في ضبط سلوك المجتمع ورسم خط الأساس لذلك المجتمع وانتمائه حيث ان الأنسان كائن اجتماعي بطبيعيته ؛ وتتمثل المشكلة الأزلية حول العادات والتقاليد في المجتمعات هو تقديسهم وتمسكهم بتلك العادات و التقاليد السلبية حتى لو كان تأثيرها عليهم واضحاً .
ويتأثر السلوك الإنساني و الإجتماعي بالبيئة بشكل كبير وأساسي جدا وفي بعض الأحيان يتأثر الشخص بتلك العادات والتقاليد من بيئته و مجتمعه دون وعي تام حيث أنه يولد ويكبر على تلك العادة ويستنسخها مما قبله ولا يعي بتلك العاده وإيجابياتها أو سلبياتها إلا اذا أدرك من هو وماذا يريد وهل يستطيع تحقيق أهدافه مع تلك العادة المستنسخه؟ هنا يبدأ الحرب والصراع الداخلي بين الشخص ونفسه وأفكاره حول عادات وتقاليد مجتمعه ومدى تأثيرها عليه ؛ و بعض تلك العادات والتقاليد تدفع للإستمرارية والإيجابية وتساعد في تحقيق نجاحات اكبر ويكون المجتمع متطور وناجح ويسعى للأفضل دائما مما ينعكس على افراد ذلك المجتمع ونفسياتهم وسلوكهم و استمرارهم بالتقدم والإنجازات ويكون مبدأ تلك العادات هو التطور والنجاح والإنجاز؛ أما في بعض المجتمعات يتمسكون بالعادات والتقاليد الصارمة ويحطمون تلك الاهداف والنجاحات لانها فقط تتعارض مع عادات وتقاليد مجتمعهم على الرغم من أن هذا الهدف لا يؤدي لسوء، و أحد تلك العادات والتقاليد السلبية المنتشرة بشكل أكبر في بعض القرى والمناطق النائيه المفتقرة لمعظم أساسيات العيش هو رفضهم القاطع لخروج أبناء هذه القرية او المنطقة النائية منها سواء للدراسة أو للبحث عن عمل يساعده في تحقيق رضا وظيفي وذاتي وتحقيق أهدافه في الأماكن المناسبة لتطوير تلك الأهداف والمواهب بسبب ان عدم الدراسة أو إكمالها لديهم هو عادات وتقاليد ورثوها من الأجيال السابقة بالرغم من كل التطور والعلم في الوقت الحاضر، ويكون ذلك مع علم وادراك الجيل الجديد الناشئ وسط تلك المجتمعات التي تقدس العادات والتقاليد الصارمة و التي يعتبرونها بمثابة سجن حبيس لهم يحرمهم من عيش الحياة التي تلبي احتياجاتهم وتدفن مواهبهم وإنجازاتهم فـلا يستطيعون ممارسة اهدافهم ومواهبهم في ذلك المجتمع الذي سلب منهم أبسط احتياجاتهم مما يؤثر على سلوكهم سلبيا ويظهر ذلك في ميل سلوكهم للعدوانية والتشدد وانتشار الأميه ، ويحول هؤلاء الأشخاص من أشخاص شعلة بالشغف والطموح الى أشخاص حبيسين وسط تلك العادات والتقاليد، التي لا يمكن ان يتخلى عنها مجتمعهم؛ و يتضح ذلك عن طريق صرامتهم وتمسكهم في تلك العادات والتقاليد وعدم تخليهم عنها بالرغم من كل التطور الحاصل والعلم والبيئة المناسبة التي تؤدي لتغيرات إجتماعية أفضل وتؤثر على المجتمع بطريقه أنسب حيث تلبي احتياجاتهم وتحقق الرضا الذاتي لهم ولكنهم يرفضون التخلي عن عاداتهم وتقاليدهم حتى مع ذلك التطور والنجاح ويفرضونها على أبنائهم مما يؤثر عليهم سلباً ويجعلهم في دوامة تساؤلات وتقدير ذاتي منخفض لأنفسهم بسبب فرض تلك العادات والتقاليد عليهم وهدم طموحاتهم .
وعلاوة على ذلك نلاحظ أن تنوع العادات والتقاليد والثقافات شيء جميل ومميز عند استخدامه بما يصب لصالح المجتمع، ويجب على الجميع الوعي بأهمية العادات والتقاليد الإيجابية كما أنها رمز للثقافة الاجتماعية ،وتحويل العادات السلبية لعادات وتقاليد تتناسب مع تطور المجتمعات و التثقيف حول كيفية توظيفها بما يتناسب مع الأهداف و مايرضي الله وعدم التمسك بالعادات والتقاليد التي تسبب مشكلات اجتماعية ونفسيه و إدراك مخاطرها المختلفة على مجتمعهم وإعادة بناء وتنظيم تلك العادات والتقاليد التي تمنع من التطور واستمرارية التقدم ومواكبة التغيرات الاجتماعية الإيجابية بحيث تتقبلها المجتمعات الاخرى و إعادة ضبط وتحويل العادات المتشددة إلى عادات وتقاليد واقعية ايجابية مرنة تحقق الاهداف وتلبي الاحتياجات وتساعد في نمو إجتماعي أفضل.
المراجع:
غريزات،رنا.(2021)”العادات والتقاليد المجتمعية”.الرأي
وهيب،عبدالمجيد.(2016)”الانسان سجين عادات مجتمعه”.مدونة الجزيرة