بصمات الذكريات
الذكريات.. تلك المشاهد التي تسترجعها ذاكراتنا بين الفينة والأخرى، ليس لها قيود ولا حدود، نعبر من خلالها الأزمنة، يمر شريط الذكريات في المخيلة في المواقف والأحداث، في الفرح والحزن، في الصغر والكبر. كل منا لديه كم هائل من الذكريات سواء كانت جميلة أم حزينة، بعضها يطرق باب ذاكرتنا، وبعضها تقوم الذاكرة بالبحث عنه في بعض المواقف للتأمل فيما يحمل بين ثناياه من مشاعر مشابهه ترتبط بعضها بأماكن أو أزمنه أو روائح مميزة كرموز وإشارات لها ارتباط بما يمر به في الحاضر، حيث أن للمشاعر والأحاسيس في بعض المواقف التي نعيشها ارتباط باستدعاء تلك الذكريات على حسب نوع ذلك الموقف ومشابهته له، ومن ثم يتفاعل الأنسان معها فتختلط بها المشاعر أما فرح أو حزن.
الذكريات السعيدة هي أجمل ما يملكه الأنسان في ذاكرته، والتي تجعلنا نبتسم قاسرين عند تذكرها للغوص في تفاصيلها السعيدة ونفرح بكمية الفرح التي تحتويه، تحمل في طياتها سحر من الطاقة الإيجابية العجيبة، والتي تستطيع من خلالها أن تمنحنا الراحة وشعور السعادة لتخلق لنا لحظات جميلة كجمال تلك المواقف التي تحملها، فهي زاد لا ينضب من المشاعر الإيجابية للإنسان، ومعينة له على تجاوز المواقف والمشاعر والأحداث الصعبة والحزينة، فالبعض يعود بذاكرته لاسترجاع بعض الذكريات الجميلية محاولاً إعادة معايشة تلك اللحظات والاستزادة بالمشاعر الإيجابية التي تحتويها.
وعلى النقيض من ذلك تحتفظ ذاكرتنا ايضاً ببعض المواقف الصعبة والتي لا يمكن نسيانها لقساوتها وشدة ما تحمله من آلام تبقى عالقة به رغم تباعد الأزمنة وتجدد الأحداث، والتي يتكرر ألم وقعها على الشخص في كل مرة يستعيدها فيه، وبالتالي فهي تؤثر عليه سلباً وكأن الأنسان يعيش الموقف وما تحمله من اذى نفسي لأكثر من مرة والتي قد تؤثر على صحته النفسية وتنعكس على سلوكه.
واخيراً لا تدع قيود الذكريات السيئة أن يعكر صفو حاضرك، ولا تقع ضحية لقسوة تلك الذكريات والآمها، وأخلق منها عبر ودروس نافعة ولتذهب في مهب النسيان، وتذكر بأن ما تعمله اليوم هو مخزون ذكرياتك في الغد، فأصنع أجمل الذكريات وأستثمر فيها، وأنقش منها أروع المواقف، ابن قصور من اللحظات الجميلة مع أحبابك، أصنع من حاضرك لحظات لا تنسى لغداً مشرق.