الرعاية

التآلف بين أفراد الأسرة يجعلها متماسكة، كما أن الرعاية والاهتمام بمختلف مصالح الاسرة يحافظ عليها من شوائب الدهر، فالأسرة هي من تصدر مخرجات للمجتمع وبصلاحها يصلح هذا المجتمع، هي المؤسسة الصغيرة والكبيرة بأفعالها.

وجوانب الرعاية متعددة   لكل منها دوره في فهم وتقديم المساعدة المطلوبة وفق الاحتياج،

فالرعاية الصحية مهمة وكذلك الرعاية الاجتماعية، تتفرعان وتتشعبان لتحقيق التوازن للأسرة والمجتمع، فيها تُقوم الروابط وتقوى العلاقات وترسخ القيم.

ونتناول جانب الاعتناء بالصحة في حال وجود شخص مريض داخل الأسرة، ليس من الجانب العلاجي بل من الجانب النفسي والاجتماعي، بسبب تحقيقها لمعادلة الشفاء بإذن الله.

فالإصابة بالأمراض أمر حتمي الحدوث وهو تطهير لنفس، يجنى منه الثواب من الله عز وجل، في حال التقبل والرضا والتسليم، والتي تعد أول طريق للشفاء الذي يستنار به.

وقد تختلف درجات المرض وسنوات شفائه وطرق التبليغ عن المرض والصدمة التي تؤثر في النفس، كما أن البنية الجسدية وقوة التحمل تختلف أيضًا، فهناك من تظلم الدنيا أمام عينيه وتصعب عليه حالته في مواصلة الحياة فيفارقها، وهناك من يتكيف مع المرض ومع المحيطين به ويرضا، وهناك من يظل حائراً تارة ومتذمراً تارةً وراض ً تارةً أخرى.

فالأمراض المزمنة تسلب القوة، تسلب الابتسامة، تسلب الروح المرحة، وتجعل المريض مهزوز من الداخل، ويحتاج إلى الدعم ليصمد، فهو لا يحتاج إلى الشفقة من أحد، ولا يحتاج لشخص يذكره بعجزه، كما أن للغة الجسد، وللغة الحوار وإدارته، ترهق كاهل المريض وقد يصاب بإمراض نفسية مختلفة لا يتخطاها بسهولة ومنها الاكتئاب، العزلة، الخوف.

دور الأسرة: يتمثل في كل العوامل (نفسية – اجتماعية – صحية) لا يهمل جانب على أخر

منها: تقبل المرض والمريض، حيث أنه أول خطوات العلاج، والاستعانة بالطبيب المعالج لتفهم الحالة وكيفية التعامل معها، وعدم أنكار المرض أو تهميشه أو التقليل منه، وتهيئة البيئة المنزلية المناسبة، وعدم التفريق في المعاملة، والإصغاء إليه، كذلك الجلوس معه وتفهم احتياجاته.

فعلى الأسرة مد يد العون، والسعي لتوفير كافة الوسائل الممكنة لضمان استقرار الجانب النفسي والاجتماعي والصحي للمريض.

دور الزائر: الالتزام بآداب الزيارة والمتعارف عليها وهي عرف المجتمع ومسلماته، منها

عدم التدخل في شؤن المريض، الحديث السلبي، عدم الجلوس لفترات طويلة

رحابه الصدر والابتسامة التي تبعث على الاطمئنان للمريض.

ودور الاخصائي: يهتم بإيجاد الحلول الممكنة لمساعدة لكل من المريض وأسرته لتحقيق التوازن

حيث البدء بدراسة حالة المريض، والتواصل مع الطاقم الطبي، والتواصل مع الأسرة، والتواصل مع المريض نفسه.

وتقديم النصح للأسرة، وتعريفهم بأهمية الإصغاء والاستماع الفعال للمريض، وعدم تسويف المواعيد والمتابعة.

كما أن الاهتمام بالجانب التوعوي والتثقيفي للمجتمع بكافة أطرافه وبمختلف وسائل التواصل عن أهمية الوقاية من الأمراض.

وفي الختام نجد أن ديننا الحنيف اهتم بهذا الجانب، ففى صحيح البخاري حديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: فكلكم راع وكلكم مسؤل عن رعيته.

تهاني الخيبري

معاكم تهاني الخيبري انا اخصائية اجتماعية موظفة في قطاع خاص
زر الذهاب إلى الأعلى