مكافحة الوصمة
قبل أن نبدأ في مكافحة الوصمة، يجب علينا أولاً أن نتناول مسألة الوصمة كمحاولة لفهمها، حيث تعمل الممارسات السردية مع الأفراد والجماعات والمجتمعات، والتي تحاول إعطاء تجارب الحياة اليومية وتجارب المجتمع (المعنى للوصمة). وأثناء البحث عن طريقة لتفسير الأحداث، يتشكل موضوع التاريخ السردي من خلال التغييرات المختلفة في تصرفات الناس، تشمل هذه التغييرات الحقائق، وبالتالي الواقع، ولهذا السبب نستنتج أن الحقيقة مبنية اجتماعياً على الروايات التي تعطي معنى للتجربة.
من هنا نستنتج أن القصص والروايات المختلفة عن مجتمع معين تشكل ما يسمى بالهوية الافتراضية، مما يؤدي إلى عدم الرضا عن السكان الموصومين ومحاولة الابتعاد عنهم بشكل دائم،
وبناء على ذلك، الوصمة : هي تلك العملية التي تَنسب للناس في المجتمع أخطاء ومعاصي تدل على الانحطاط الأخلاقي، وتصفهم بصفات بغيضة أو صفات تحرجهم وتثير الشائعات حولهم، وتتمثل هذه الخصائص بخصائص جسدية أو عقلية أو نفسية أو اجتماعية.
إذا كانت الوصمة المرتبطة بشخص ما قد أكسبته صفة غير مرغوب فيها، فإنها تحرمه من القبول الاجتماعي لأنه أصبح مختلفا عن بقية المجتمع، وهذا الاختلاف يبعده عن المجتمع الذي يعيش فيه بسبب حالة الرفض التي يعيشها، حيث تجعلهُ يعاني وذلك لامتلاكه إحدى الخصائص المذكورة أعلاه، والتي تجعله يشعر دائمًا بعدم التوازن النفسي والاجتماعي.
وفقا لهذا المفهوم، فإن أساليب مكافحة الوصمة يجب أن تكون متعددة الأوجه ومتعددة المستويات من خلال:
1- معالجة الآليات العديدة التي يمكن أن تؤدي إلى نتائج سلبية.
2- معالجة الوصمة التي تؤثر على المستوى الفردي والبنيوي الاجتماعي.
ولذلك فإننا نلاحظ أن التدخلات التي تستهدف آلية واحدة سيكون مصيرها الفشل، لأن فعاليتها سوف تتقوض بسبب عوامل اجتماعية أوسع نطاقا لم تتأثر. لذلك، يجب أن تُنتج التدخلات تغييرات جوهرية في المواقف والمعتقدات السلبية لأعضاء المجموعة، أو تغيير علاقات القوة التي تكمن وراء قدرتهم على التصرف وفقًا لهذه المواقف والمعتقدات، ويجب أن تكون هناك تغييرات في مواقف وسلوكيات كل من الشخص الموصوم والمجتمع ككل.
وتعتمد هذه المعركة ضد الوصمة على المبادئ الأساسية التالية:
1- نشر القيم والاتجاهات والسلوكيات الإيجابية.
2- العمل على التكامل الاجتماعي والتنمية النفسية.
3- محاولة التكيف والسيطرة على السلوكيات.
كما أنه هناك حاجة لأبحاث مستقبلية تدرس طبيعة الوصمة عبر البيئات الثقافية لفهم كيف يمكن للعوامل الاجتماعية الفريدة أن تؤثر على طبيعة الوصمة وجدوى ونجاح التدخلات المضادة للوصمة.