الدلال
التربية وتنشئة الأبناء مهمة في كل عصر، ولا تقتصر التربية على الأم دون الأب، فهما مكملين لبعضهما بالأدوار التي يمارسانها من خلال تربية الأبناء، كما أن الأبوين قد يربيان الأبناء على سلوكيات خاطئة ايضاً ومنها ” الدلال”
دلال زائد عن الحد خسارة حتميه لا محال….
الدلال هو المبالغة والإسراف في العطاء بغير حق، وحرمان من جهة أخرى لحق
فدلال الأبناء ربما يعود لعدة أسباب منها العنف والضعف الذي تلقاه الولدان والقسوة، وقد يكون نابع من مرارة الفقد أو طول المعاناة.
أحيانا يتجاهل الأبوان عواقب أفعالهم ظنا منهما أنهما يسيران في الطريق الصحيح في التربية.
فالتربية أمر صعب ومعقد لا يقاس بقراءة الكتب أو تجارب الاخرين.
التربية تحمل معاني كثيرة على الأبوين الاستعداد لها قبل الإنجاب وتحمل المسؤوليات المشتركة، وعدم إهمالها لأن ذلك سيؤثر عليهما في المستقبل.
الابن المدلل هو من يحصل على مميزات في التعامل قولاً وأفعالاً، ولا يعرف هذا المدلل كلمة” لا ” في قاموسه، في جميع الاحوال والظروف، قد يأخذ حق الآخرين حباً فيما لديهم، واعتقاداً منه أن كل شيء حقه.
ولماذا هو مدلل؟ ربما لتميزه بلباقة الحديث، أو أكثر تسلطاً، أو أكثر عدوانية.
ما هو موقعة في الأسرة؟ نحن لا نجزم أنه قد يكون أصغر الأبناء، فربما يكون أكثر طاعة، وحنان، وربما يكون المؤيد لكل طلب وتصرف لوالدية بأنه مقبول.
ولا يزال في مجتمعنا الوالدين يسرفان في كمية الحنان والدلال دون التربية أو التعليم، وعلى سبيل المثال “قد لا يرغب هذا الأبن في الذهاب للمدرسة … فيستجيب فوراً لطلبة ” ابني تعب”.
وقد يسيطر على العاب أخوته فيقال ” هو صغير ومن حقة اللعب”.
وقد يرمي ملابسة من رف الدولاب فيقال ” هو يختار ملابسة”
إلى متى هذا التصرف دون رادع.
لا يعني الحرمان في الصغر، دللكما الزائد فليس هناك ضمانات في هذه الحياة على ردة فعل الأبناء عند الكبر، وبقاء هذا الأبن تحت كنفكم وكأنه جهاز ريموت تحركانه بإشارة منكما،
فكلما أفرطتما في الدلال اخرجتم لهذا المجتمع أبناء ضعيفين الشخصية أو متخاذلين ومتكلين، ومهزوزين من الداخل، كما أن الأفراط هو إرهاق لكما بكثرة الطلبات والاعباء التعجيزية والمكلفة، والأنانية وحب الذات، الحقد والكراهية بين الأبناء، والتسويف.
ونحن لا نخوف ولا نجعل الأمر صعب بل، وبالاستعانة بالأخصائي الاجتماعي لمساعدتكما في هذه المعضلة وتجاوزها بتقويم السلوك وفهم احتياجات كل مرحلة عمرية لأبنائكم، وفهم سياسة الأخذ والعطاء بين الأبناء، فالمجتمع بحاجة إلى جيل فاهم وواعى وليس جيل ضعيف.
وديننا دين الوسطية والاعتدال، دين القيم والمبادئ السامية.