عندما يصبح حب النفس عائقًا

حب الذات يعتبر من الأمور الصحية التي يحتاجها الإنسان في حياته ، خاصة عندما يكون في حدود معقولة مبني على احترام الذات وتقدير الشخص لقدراته وإنجازاته .

ولكن أحيانًا يتحول حب الذات إلى سلوك ضار ويصبح عقبة في حياة الشخص ؛ وهنا نتحدث عن النرجسية .

ما هي النرجسية ؟!

النرجسية هي حالة نفسية يكون فيها الشخص مهووسًا بنفسه بشكل مفرط ويعتقد أنه يستحق معاملة خاصة ومميزة عن الآخرين.

الشخص النرجسي غالبًا لا يهتم بمشاعر الآخرين ، بل يستغلهم لتحقيق أهدافه الشخصية ؛ لديه شعور دائم بالفوقية ويتوقع من الناس تقديم اهتمام وتقدير خاص له.

متى يصبح حب الذات عائقًا ؟!

يصبح حب الذات عائقًا عندما يبالغ الشخص النرجسي في تقدير نفسه إلى درجة أنه لا يرى إلا مصالحه الشخصية ولا يهتم بالآخرين .

هذا النوع من الأشخاص يواجه صعوبة في بناء علاقات اجتماعية صحية ؛ لأنه يفتقر للتعاطف والاهتمام بمشاعر الآخرين ، ودائمًا يتوقع من الجميع خدمته وتلبية مطالبه دون مقابل ، مما يؤدي إلى مشاكل اجتماعية ونفسية له وللأشخاص المحيطين به .

ما دور الأخصائي الاجتماعي في التعامل مع النرجسية ؟!

يلعب الأخصائي الاجتماعي دورًا مهمًا في علاج النرجسية من خلال مساعدة الشخص النرجسي على فهم نفسه وتغيير سلوكياته تجاه الآخرين .

وتتمثل بعض أدوار الأخصائي الاجتماعي في :

1. التوعية والإرشاد

   يبدأ الأخصائي بتوعية الشخص النرجسي بمشكلته ، ويبين له تأثير تصرفاته على حياته الاجتماعية والمهنية ، وكيف يمكن للمبالغة في حب الذات أن تؤثر سلبًا على علاقاته وسمعته .

2. تعليم التعاطف

   يُعد تعليم الشخص النرجسي مهارات التعاطف والتفهم للآخرين من أهم جوانب العلاج ، ويهدف إلى إحداث تغيير عميق في طريقة تفكيره ، مما يساعده على وضع نفسه في مكان الآخرين والشعور بمشاعرهم .

3. تنمية المهارات الاجتماعية

   يحتاج الشخص النرجسي إلى تعلم كيفية بناء علاقات قائمة على الاحترام المتبادل والتعاون .

يعمل الأخصائي الاجتماعي على تحسين مهارات التواصل الاجتماعي للشخص وتطوير قدراته للتفاعل مع الآخرين بشكل صحي.

4. العلاج السلوكي المعرفي (CBT) : 

   يساعد هذا العلاج الشخص النرجسي على تعديل أفكاره السلبية تجاه نفسه والآخرين ، حيث يستخدم الأخصائي هذه التقنية لإعادة توجيه تفكيره وتعليمه كيفية التعامل بشكل بنّاء مع مشاعر الغضب أو الفوقية .

5. الدعم المستمر

   قد يواجه الشخص النرجسي صعوبة في التغيير بسبب اعتياده على سلوكيات معينة لفترات طويلة ، وهنا يأتي دور الأخصائي الاجتماعي في تقديم دعم مستمر ومتابعة على مدى طويل لمساعدته على تعديل سلوكياته وتحسين علاقاته مع الآخرين .

في النهاية حب الذات أمر ضروري ، ولكن إذا زاد عن حده قد يصبح ضارًا للفرد ولمن حوله .

النرجسية تعتبر تحديًا كبيرًا للأخصائي الاجتماعي ، ولكن من خلال التوعية والإرشاد وتطوير المهارات الاجتماعية ، يمكن للأخصائي الاجتماعي مساعدة الشخص النرجسي على تحسين علاقاته وتطوير ذاته بطريقة صحية تمكنه من عيش حياة أفضل مع الآخرين .

ساره محمد الصويان

أخصائية اجتماعية ، مصنفة من الهيئة السعودية للتخصصات الصحية ، نائب رئيس مجلس الإدارة ومؤسس جمعية اجتماعيون ، إدارة الموقع الاجتماعي ، أؤمن بأن القوة تكمن في قدرتنا على مساعدة الآخرين وتحويل حياتهم إلى الأفضل .
زر الذهاب إلى الأعلى