بين العيش والتعايش

في احيانًا كثيره يعتاد الانسان على امور ويتعايش معها، ولو توقف لحظة وتأمل لا لاحظ وجود أمورًا أو أشياءً لا بد أن تتغير، وأن التغير والحل موجودٌ بالفعل ولكنه بحاجة لمن يُدركه.

إن من المؤلم أن بعد مضي زمنًا من عمرِ الإنسان يكتشف انه كان يتعايش لا يعيش، يعتاد لا يؤمن، كأن يعتادون الازواج على الانفصال العاطفي ويتعايشون معه، كأن يعتادون الاباء على المشاكل النفسية لابنائهم دون البحث عن علاج.

الاعتياد يجعلنا في ركود لا في راحة، تجد الكثير لا يشعرون بالراحة لما يقومون به ولكنهم اعتادوا على القيامِ به، فالاعتياد هو عملية تأقلم الفرد مع موقف أو سلوك معين حتى يصبح جزءًا من حياته.

لا أُعمم القول بأن كل اعتياد هو اعتيادٌ سلبي، فقد يكون الاعتيادُ ايجابي في أحيانًا كثيرة، كأن يُساعدنا في التكيف مع المواقف الصعبة وتجاوز العقبات، ولكني أُسلط الضوء هنا على الاعتياد السلبي، الذي قد يُخسرنا الكثير من الفرص، كفرصة تحسين المستوى الدراسي، مثل أن يقول طالب: لقد اعتدتُ على المذاكرة بهذه الطريقة؛ واذ أن الطريقة التي قد اعتاد عليها هي سبب تدني مستواه.

هذا مثالٌ بسيط وقِس عليه الكثير الكثير.

أنظر لحياتك بعين المُلاحظ لا بعين نفسك، وحرر نفسك من الاعتياد السلبي، كي تستطيع أن تعيش لا أن تتعايش.

مريم يحي الفيفي

أخصائية اجتماعية | أعمل في مجال ذوي الإعاقة | مدربة معتمدة TOT | مهتمة في الخدمة الاجتماعية وتطوير الأخصائيين | هاوية للكتابة والإلقاء
زر الذهاب إلى الأعلى