كيف تقود عواطفك نحو بيئة عمل أكثر إيجابية ؟

هل تساءلت يومًا كيف يمكن لعواطفك أن تكون مفتاحًا لنجاحك في العمل؟ في بيئة العمل، نواجه يوميًا مواقف تتطلب منا أن نكون واعين لعواطفنا ونديرها بطريقة فعّالة.
سواء كانت ضغوط العمل، مشاكل مع الزملاء، أو حتى التحديات الشخصية التي نحملها معنا، فإن قدرتنا على إدارة عواطفنا هي المفتاح لتحقيق التوازن والاستمرارية.

هنا يأتي دور الأخصائي الاجتماعي في توجيه الموظفين وتطوير بيئة العمل بشكل يضمن أن تكون العواطف أداة للتقدم بدلاً من أن تكون عائقًا.
إدارة العواطف في بيئة العمل تبدأ بوعي الفرد بمشاعره، أي بمعرفة وفهم إحساسه في كل لحظة، والقدرة على التمييز بين الغضب، الإحباط، وحتى الفرح.
هذا الوعي يُعتبر الخطوة الأولى نحو التحكم والتصرف بطريقة صحية.

عندما يكون الموظف واعيًا لمشاعره، يستطيع أن يأخذ خطوة للخلف قبل أن يتصرف، ويرى الوضع من منظور مختلف، مما يقلل من القرارات التي قد يندم عليها لاحقًا؛ بالإضافة إلى ذلك يلعب الأخصائي الاجتماعي دورًا كبيرًا في توعية الموظفين بأهمية التعاطف في بيئة العمل. أي أن نحاول أن نضع أنفسنا مكان الزميل الذي يمر بوقت صعب، وبدلاً من أن نكون قاسين أو محايدين بشكل مفرط، نحاول دعمه ومنحه مساحة للتعبير.

التعاطف هنا لا يعني تبرير الأخطاء، ولكنه يعني خلق بيئة داعمة تشعر الجميع بأنهم جزء من فريق يقدر مشاعرهم.
على سبيل المثال، يمكن أن يساهم الأخصائي الاجتماعي في تدريب الموظفين على كيفية تقديم الدعم العاطفي لزملائهم بطرق عملية وفعالة، مما يخلق جوًا من الأمان العاطفي.

أيضًا، التعامل مع الضغوطات في بيئة العمل يُعد جزءًا كبيرًا من إدارة العواطف.
يمكن للأخصائي الاجتماعي أن يساعد الموظفين في تعلم مهارات تهدئة النفس، مثل التنفس العميق أو الاسترخاء العضلي، وهذه الأمور البسيطة قد تساعد في تخفيف التوتر وتجعل الشخص قادرًا على التعامل مع الموقف بهدوء أكبر.
يمكن للأخصائي أيضًا تقديم جلسات تدريبية لمساعدة الموظفين على تعلم هذه المهارات بشكل جماعي.

إدارة العواطف لا تقتصر فقط على الأفراد، بل تشمل السياسات التي تضعها الإدارة لتعزيز بيئة صحية.
على سبيل المثال، تشجيع التوازن بين الحياة والعمل، أو توفير جلسات دعم نفسي جماعية أو فردية.
يمكن للأخصائي الاجتماعي أن يساهم في تصميم هذه السياسات التي تخدم الموظفين وتحسن من تجربتهم في العمل؛ كما يمكن للأخصائي تنظيم أنشطة تفاعلية تساعد على تعزيز الروح الجماعية والتفاهم بين أفراد الفريق.

في الختام بيئة العمل الصحية هي التي توازن بين الإنجازات والمشاعر. عندما نكون قادرين على إدارة عواطفنا ومساعدة الآخرين على إدارة عواطفهم، نخلق جوًا من التفاهم والاحترام، وهذا ينعكس إيجابيًا على الأداء والإنتاجية.
الأخصائي الاجتماعي هو الجسر الذي يربط بين الجانب العاطفي والمهني، ويجعل كل موظف يشعر بأنه في مكان يقدره ويهتم براحته النفسية.

لذا، ننصح كل قارئ بتجربة مهارة بسيطة من مهارات تهدئة النفس، مثل التنفس العميق عند مواجهة موقف صعب في العمل، وأن يلاحظ الفرق الذي يمكن أن تحدثه هذه الخطوة البسيطة في تحسين التواصل والتفاهم مع الزملاء.

ساره محمد الصويان

أخصائية اجتماعية ، مصنفة من الهيئة السعودية للتخصصات الصحية ، نائب رئيس مجلس الإدارة ومؤسس جمعية اجتماعيون ، إدارة الموقع الاجتماعي ، أؤمن بأن القوة تكمن في قدرتنا على مساعدة الآخرين وتحويل حياتهم إلى الأفضل .
زر الذهاب إلى الأعلى