ثمرة الظلم تسقط حتمًا على رأس صاحبها
بعض البشر في هذه الحياة يعيشون في معزلٍ عن
التفكير في عواقب ما يفعلون، ونتائج ما يقترفون في
حق الآخرين، ناسين أو متناسين أن العدل الإلهي نافذٌ
لا محالة.
فترى أحدهم يمشي على الأرض مختالًا وقد فارق
الحق بأعماله الظالمةِ والخبيثة، متكبرًا مزهوًا بسوء
أفعاله، ظانّاً ألَّا قوة تعلو فوق قوته، ونسي أن القوة
لله جميعًا، حتى إذا ما أخذه الله أخذ عزيز مقتدر؛ ندم
وتحسر.
وقد لا يندم، فهو ضالٌّ مضل، معميٌّ بسوء عمله
وهواه، ويلٌ له من الله فهو حسبه ونعم الوكيل.
قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ).
إن ما يقدمه الإنسان من أعمال وأفعال وممارسات،
سيئة كانت أو حسنة؛ ليست سوى ديون مستردة.
فإن كنت مديرًا متعسفًا متغطرسًا، ستخسر مقعدك
الوثير لا محالة، وستبوء بالنبذ والكراهية والخذلان،
رضيت بذلك أو لم ترضَ.
أو إن كنت أبًا صلفًا، متجبرًا، وقاسيًا، فتأكد أن الجحود
ينتظرك حتمًا، لتبوء بالمقت والنكران.
أما إن كنت ذلك الزوج الغاشم الذي استمرأ ظلم زوجته،
وأمعن في القهر والاستبداد والطغيان، فأبشر بعاقبتك
العادلة لما قدمت، وعقابك الذي يليق بفداحة أفعالك
عاجلًا كان أم آجلًا.
للظلم عاقبةً وخيمة، وقهر العباد والتعدي عليهم
ليس إلَّا خطواتٍ تقرب صاحبها من الخواتيم السيئة،
حتى إذا ما نزل عليه عدل الله وعقابه، كان عبرةً يعتَبِر
بها كل من يفكر بالتجني والتعسف على البشر، أو حتى
على الحيوان والشجر، بل وحتى على الحجر.
إن ثمرة الإساءة تكبر وتتعاظم حتى إذا ما نضجت
وأثقلت الأغصان؛ وقعت على رأس زارعها الظالم
فقضت عليه.
قال تعالى: (أَمَّا مَن ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَىٰ رَبِّهِ
فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُّكْرًا)،
وإن للمظلوم دعوات “ليس بينها وبين الله حجاب”،
فهي سهام لا تخطئ وجهتها.
لا تَظلِمَنَّ إِذا ما كُنتَ مُقتَدِراً
فَالظُلمُ مَرتَعُهُ يُفضي إِلى النَدَمِ
تَنامُ عَينُكَ وَالمَظلومُ مُنتَبِهٌ
يَدعو عَلَيكَ وَعَينُ اللَهِ لَم تَنَمِ
ختامًا.
الله مطلعٌ وعالم، وقد حرم الظلم على نفسه،
وجعله بين الناس محرمًا، فهو العادل.
وكِّل أمرك يا مظلوم؛ لله علامِ الغيوب،
أرسل دعواتك ونم مطمئنًا،
منتظرًا عدل الله وقضائه.