كيف يرى العالم قوة منظورك ؟
نحن جميعًا نعيش على الكوكب نفسه ونستخدم الحواس نفسها، لذا فإنه من السهل أن نعتقد أننا جميعًا نرى العالم بالطريقة نفسها.
وجهة نظرنا تعتبر من أكثر الأشياء شيوعًا؛ فنحنُ نعتقد أننا نرى الأشياء كما هي، لكن الحقيقة عكس ذلك؛ فكل فرد منا ينظر للعالم منظور مختلف، لأننا جميعًا نفهم العالم وفقًا لتاريخنا الشخصي الفريد.
فعلى مدار اليوم ينشغل عقلنا بإصدار الأحكام لكل ما نلاحظه..
في الحقيقة نحن نفهم العالم من خلال تفسيره.
وهذا يعني أنه ليس من الممكن رؤية الأمور بدون نوع من التفسيرات والطريقة التي نرى بها الامور ونتذكر بها الاشياء ونفكر فيها تؤثر بشكل مباشر على شعورنا. لذا سوف أريك كيفية القيام ببعض التغييرات البسيطة التي سيكون لها تأثير كبير في حياتك.
( وضع الإطار )
ليس هناك معنى مطلق لأي شيء في الحياة، فالأمور دائمًا ما تتأثر بوجهة النظر التي تطرحها وبالطريقة التي تفهم بها العالم، ما هو إلا وظيفة لوجهة النظر التى ترى من خلالها الأمور.
يستخدم العديد من المعالجين فن
” إعادة وضع الإطار” لمساعدة الناس على إعادة تفسير المشكلات وإيجاد حلول من خلال تغيير الطريقة التي ترسخت بها تلك المشكلات في تصورهم، لأن القدرة على إعادة وضع إطار لخبراتنا تمنحنا المزيد من الاختيارات، كما تجعلنا أكثر قدرة على الإنجاز وأكثر قوة.
( الصور )
عندما نتذكر الأماكن فإننا نرسم صورًا في ذهننا على سبيل المثال لون الباب الأمامي لمنزلك ستستدعي في ذهنك صورة لبابك الأمامي كما لو كنت تقف أمامه حيث ترى الباب.
رؤيتك للباب في خيالك تسمى تصورًا ونحن جميعًا نقوم بذلك على مدار اليوم، نحن نادرًا نلاحظ تَصرُّفنا بهذه الطريقة فالصور التي نرسمها ليست في الواقع التي نرى بها العالم الحقيقي، لذا فإننا يجب أن لا نخلط بينها وبين الواقع. لكن تمثيل الواقع في عقول بعض الناس يرسمون بشكل طبيعي وهناك آخرين يرسمون صورا عادية، لكننا جميعا نستطيع رسم الصور.
فالحقيقة بهذه الطريقة التي نرسم بها قد تكون لها تأثير كبير علينا.
( التصنيفات والقصص )
في مجتمعنا نقوم بتصنيف الناس بمنتهى السهولة على سبيل المثال هناك العديد من الأشخاص يصنفون على أنهم كئيبون لدرجة أن الاكتئاب أصبح المرض الأسرع انتشارا في العالم.
هل هذا يعني آلاف الأشخاص يشعرون بالإحباط الشديد اكثر من قبل؟
يعني أن الأشخاص يشعرون بالحزن أو يواجهون الصعوبات ومن ثم يتم تصنيف هم بطريقة معينة؟
قد تكون هناك أسباب وجيهة جدًّا لوصف شخص ما بالكآبة في وقت معين، لكن نسب هذه الصفة له يجعل الأمر يبدو كأنه دائم.
وإذا ما كرر الأمر كثيرا، فسوف يتعامل الناس مع هذه الصفة على أنها هوية هذا الشخص ويبدأون في تأليف قصص ونشرها.
بعض التصنيفات والقصص تكون إيجابية مثل ” أنا صديق وفي ” لكن البعض الآخر يكون سلبيًّا، مثل ” أنا لست اجتماعيًّا ”
وفي النهاية بإمكاننا اختيار كيفية تعديل وإدارة حياتنا فنحن مسؤولون عما نركز عليه وكيفية تسليط الضوء عليه وكيف نضع إطاره وغير ذلك من المتغيرات الأخرى.