نافذة الذكاء الاصطناعي لاستكشاف إمكانات حديثة للرعاية الاجتماعية.

قد تتساءل بصفتك أخصائي اجتماعي، كيف يمكن أن يؤثر الذكاء الاصطناعي على تجربتك المهنية والتعليمية؟

يقول فرانكلين روزفلت في حكمته الشهيرة “يهرم الإنسان حين يتوقف عن التطور والتقدم” ولكن نحن اليوم نقول يهرم العلم حين يتوقف عن التطور والتقدم.

نرى بأن القوة التحويلية للتقنية وصلت لشتى المجالات، ويجب أن تصمد حتى تصل إلى خدمات الرعاية الاجتماعية مع إمكانية دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي في جوانب مختلفة للمجتمع، بما في ذلك الرعاية الصحية والتعليم والخدمات الاجتماعية وهذا التكامل قادر على تحسين كفاءة وفعالية الخدمات الاجتماعية، فضلًا عن حياة أولئك الذين يعتمدون عليها.

المجال الذي قد يُحدِث به الذكاء الاصطناعي تأثيرًا كبيرًا هو مجال خدمات الصحة الاجتماعية والنفسية. حيث يتم تطوير روبوتات الدردشة والمعالجين الافتراضيين التي تعمل بالذكاء الاصطناعي لتقديم الدعم للأفراد الذين يعانون من الانطواء أو العزلة (Introversion) أو الرهاب وغيرها، يمكن لهذه الأدوات الرقمية أن تقدم مساعدة فورية، دون الحاجة إلى موعد أو وصمة العار المحتملة المرتبطة بطلب المساعدة.
في حين أن هذه التدخلات المعتمدة على الذكاء الاصطناعي لا نهدف بها استبدال المعالجين البشريين، إلا أنها يمكن أن تكون بمثابة مكمل قيّم لخدماتهم، وخاصة في المناطق التي قد يكون الوصول إلى الرعاية فيها محدودًا.

إحدى أهم الطرق التي يعمل بها الذكاء الاصطناعي على تحويل الخدمات الاجتماعية من خلال أتمتة جوانب معينة من هذه العملية، مثل المهام الروتينية وإدارة الحالة، لذا باستطاعة الذكاء الاصطناعي توفير وقت الأخصائي مما يسمح له بالتركيز على التدخل المهني (Intervention) وتقدير الحالة وتشخيصها.

أيضًا يمكن للتقدم التكنولوجي في العمل الاجتماعي أن يعد للطلاب واقع أفضل لما قد يواجهونه في العمل الميداني، وفي كثير من الأحيان يكون بمثابة شريان الحياة الذي يحتاجه الناس بشدة عندما يواجهون أزمة محتملة في الحياة. مثالًا عليه، بدأت كلية العمل الاجتماعي بجامعة كنتاكي في استخدام الواقع الافتراضي (VR) في عمليات محاكاة التحقيق في رعاية الأطفال، يرتديها الطلاب المتدربون لتقييم البيئة المنزلية وتحديد سلامة الطفل، والتحقيق في الآثار المترتبة على الإهمال أو سوء المعاملة.

أما عن الاعتبارات الأخلاقية، تفاعل المختصين الاجتماعيين مع ChatGPT يبيّن لنا بأن أدوات الذكاء الاصطناعي يقظة بما يتعلق بالمخاوف الأخلاقية حيث تمتنع كل هذه الأدوات الإجابة عن بعض الاستفسارات التي قد تنحاز إلى جوانب غير مهنية أو مؤذية سلوكيًا للأفراد. ولكن يجب مراقبتها في العمل الاجتماعي، حيث يمكن للذكاء الاصطناعي التأثير على القرارات.

وختامًا، آمل أن يكون تبني التكنولوجيا وربطه بمهنة العمل الاجتماعي، حركة يشارك فيها الجميع لنبقى مستمرين في تطوير ممارساتنا.

هلا العصيمي

بكالوريوس الخدمة الاجتماعية بمرتبة الشرف الأولى، باحثة مشاركة بالمؤتمر العالمي السادس للعلوم الاجتماعية المتقدمة في جامعة كامبريدج، مهتمة بالابتكارات الاجتماعية والأبحاث الإنسانية وحاصلة على شهادة مشروع الابتكار الاجتماعي من وزارة الصحة، حاصلة على وسام مسك للإعداد المهني.
زر الذهاب إلى الأعلى