كيف تتشكل شخصياتنا؟
عندما يولد الأنسان لا يكون قد تشكل له شخصية بعد، فتبدأ تتكون شخصيته وذاته من بداية عمرة إلى آخر يوم فيه، ولكن تعتبر المرحلة الأولى من مراحل حياة الأنسان هي الأهم والأكثر تأثير في تكوين ذات الفرد وذلك من خلال عملية التنشئة الاجتماعية.
فعملية التنشئة الاجتماعية هي العملية التي يكتسب الفرد من خلالها المعارف والمهارات والاتجاهات، فهي التي تساعد الفرد على التوافق مع جماعته والاندماج في الحياة الاجتماعية، حيث يعد الهدف الأساسي لعملية التنشئة الاجتماعية تكوين الشخصية الانسانية عن طريق اشباع الحاجات الأولية له ليجد نوع من التوافق مع المجتمع والثقافة التي تحيط به.
تعتبر الأسرة وبكل تأكد الجماعة الأولية التي تقوم بتلك المهمة على الفرد فهي الوسيلة الرئيسية لتلك العملية، وهي التي تمده وتكسبه بالقيم والسلوك والتصرفات وتحدد له اتجاهاته وتعد المسئولة الأولى في تكوين شخصية الفرد من خلال عملية التنشئة.
لذلك يمكننا القول بأن التنشئة الاجتماعية هي التي تشكل وترسم وتحدد شخصية الفرد، فهو يتعامل مع أفراد مجتمعة من خلال ما أكتسبه خلال تلك العملية، فبالتالي انعكاس سلوكه وطريقة تعامله مع الآخرين حصيلة لما تلقاه ونشأ عليه، فكلما كانت التنشئة مبنية على أسس سليمة أثمرت بإنتاج فرد فاعل في مجتمعة يتعامل ويتفاعل مع الآخرين بسلوك وقيم وعادات سليمة لا يشوبها أي خلل أو انحرافات ملتزم بالمعايير والقيم المجتمعية، والعكس من ذلك كلما نشأ الفرد على العادات والسلوكيات الغير سليمة ساهم ذلك في تكوين شخصية انسان منحرف عن السلوك والمعايير والقيم السوية ويجد صعوبة في الوصول للتكيف مع المجتمع من حوله.
وعليه فالتنشئة الاجتماعية هي عملية ضبط وتكيف اجتماعي للأفراد، ولأهمية دور الأسرة في تنشئة الفرد ولوقوع النصيب الأكبر من تلك المهمة على عاتقها فينبغي أن تولي الاهتمام الكبير والحرص على تنشئة الطفل واكسابه كل ما هو إيجابي في بناء شخصيته من تعليم وتربية وسلوك وقيم ومعارف سليمة وصحيحة، وذلك لبناء مجتمع قوي بأفراد يتميزون بقدر كبير من التوافق والتكيف الاجتماعي.