الرضا والقناعة
القناعة: هي الرضا بما قسم الله، ولو كان قليلًا، وعدم التطلّع إلى أيدي الآخرين، وهي علامة على صدق الإيمان.
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (قد أفلح من أسلم، ورُزق كفافًا، وقَنَّعه الله بما آتاه) [مسلم].
والإنسان القنوع يرى نفسه دائمًا راضيًا لا يلهث وراء الأطماع الكثيرة التي تملأ الدنيا، كما أنها تعلمه أن يكون قويًا وراضٍ بما قسمه الله له من رزق ووظيفة وأبناء وزوجة وبيت وغير ذلك.
كما أنها أيضًا تجنب الإنسان الوقوع في فخ الغيرة والحسد ، تجعله متصالح مع نفسه كما هي دون أن يشعر بالألم أو الحزن على الأشياء الضائعة، فلذلك يقولون دائمًا:
“كن قنوعًا تكن أغنى الناس“.
ومن أروع ما قيل في القناعة:
“الاتكال على حمارك خير من الاتكال على حصان جارك.”
وقد وصف الله تعالى المنافقين بعدم القناعة والطمع والجشع وجعلها من سماتهم فقال:
وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوا مَا آتَاهُمْ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ سَيُؤْتِينَا اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ إِنَّا إِلَى اللَّهِ رَاغِبُونَ [التوبة:٥٩].
أما عن الرضا: فهو الذي يرتبط بالقناعة و يتوجها و يؤكدها
فهو صفةٌ من صفات الله عز وجل الفعلية الثابتة بالكتاب والسنة.
لقولـه تعالى: رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ [المائدة: 119].
وفي السنة: عن علي رضي الله عنه، أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في آخر وتره: «اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ، وَأَعُوذُ بِمُعَافَاتِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْكَ، لَا أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ، أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ.
فلنقتنع بما آتانا الله من فضله دون أن ننظر إلى رزق غيرنا لكي نعيش بهدوء وسعادة وراحة البال فلا ندقق على أحوالنا حتى وإن ضاقت ولا نحقد على غيرنا برزق لم يأتينا بمثله.
فالسعادة الحقيقية توجد في القناعة والرضا وأيضًا السلام الداخلي..
وفي الختام: كلمات الصادق الأمين ذو الخلق العظيم عليه صلوات الله وسلامه:
عن حَكيمِ بن حِزامٍ رضي اللَّه عنه أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ :
(اليدُ العُليا خَيْرُ مِنَ اليَدِ السُّفْلى، وابْدَأ بمنْ تَعُولُ، وَخَيْرُ الصَّدَقَةِ ما كان عنْ ظَهْرِ غِني، ومَنْ يَسْتعْففْ يُعفُّهُ اللَّه، ومَنْ يَسْتغْن يُغْنِهِ اللَّه) متفقٌ عليه.