المكانة الغائبة
الكم فاز في المعركة، التكرار فعل ذلك أيضًا، تقول المكانة : أخبرني أين تسكن؟ بكم ترتدي؟ كم متابعًا تملك، أخبرك بمكانتك في المجتمع، خسرت النفس في المعركة، خسرت القيم، خسرت البساطة، خسرت الحقيقة، يقول المجتمع : لا يوجد للعيوب مكان، نقطة واحدة في وجهك تدخلك قائمة التهميش، العادية أصبحت مفجعة، يجب أن تكون مرسومًا بالقلم حتى يصبح لصوتك مكان، تقول الماركات : إن لم تشتريني بنفس سعري الأصلي ستكون لا شيء في مجتمع يحدد من أنت من خلالي فأنا خدعتهم فصدقوني وحجموني فصدقتهم وما أنا إلا قطعة قماش وضعوا عليها علامة وأصبحت قيمتي أكبر من قيمة الإنسان. . ببساطة، تنتظر النفس آخر الطابور في لعبة المكانة وإذا سُأل الإنسان من أنت؟
أجاب : أنا المهندس، الدكتور، الطيار، المشهور ابن فلان وفلان، ولو أسقطت جميع الألقاب والتفاخر بالمناصب لجهل الإنسان من هو، وكيف يصف روحهِ التي خلقها الوهاب، في حين أن العالم يركض خلف الأعداد المتزايدة بشجع، ويفعلون كل شيء ليزداد عدد الذين يشاهدونهم، وتزداد من هُنا مكانتهم، نسي الإنسان من هو، ومن يصاحب، وما الذي يعجبه، وما الذي ينفر منه، لأن المكانة هي التي أصبحت تتحكم به فتدفعه للخراب..