كانت كلمة سمعتها!!

من أهم الأمور التي يمكن أن تحدد الحالة النفسية للأشخاص هو وقع الكلمات التي يتلقاها الفرد خلال تعامله مع الآخرين على نفسه ومشاعرة، فهي وبدون مبالغة تحدد الحالة المزاجية والنفسية اليومية للأشخاص وطبيعة يومهم، فبكلمة إيجابية يتلقاها الشخص كفيلة بأن تجعل يومه سعيدًا وقد تتخطى إلى أبعد من ذلك وتحدث المعجزات وتفجر الطاقات وترفع من قدرات وتدفع لإنجازات عظيمة، والعكس من ذلك بكلمة سيئة قد تحطم أنسان وتحبطه وتحدث آلام نفسية له يصعب اندثارها مع الزمن.
أن قوة الكلمة قد يفوق تأثيرها أي قوة أخرى على النفس البشرية فوقعها يمتد إلى أعماق المشاعر لذلك صنف علماء الاجتماع والنفس الكلام القاسي والسيئ الذي يتلقاه الأنسان من أنواع العنف بمسمى “العنف اللفظي”، وذلك لما ينتج عنه من آثار سلبية على الأفراد وعلى العلاقات فيما بينهم، وقد أثبتوا ايضًا بأنه يمكن بالكلام الطيب والإيجابي تغيير سلوك الأشخاص وتصرفاتهم.
للكلمات تأثير قوي على العقول والمشاعر يتخطى جميع الحواجز، فربما كلمة سيئة يطلقها البعض قد تترك أثرها على أشخاص وقد تؤدي إلى أمور نفسية وقطع علاقات اجتماعية وتدمر شخصيات وتقليل الثقة بالنفس، وعلى النقيض من ذلك فبكلمة طيبة قد تكسب أشخاص قوة وتفتح لهم آفاق من الأمل والتفاؤل و تبعث فيهم روح الإيجابية وتعالج أمور قد يصعب علاجها لو أستخدم أي وسيلة أخرى، وتساعد ايضًا على تجاوز أزمات الحياة وتخرج مكامن القوة والطاقة في الأنسان، وأكد علماء النفس بأن هناك ارتباط وعلاقة وثيقة بين بعض الأمراض النفسية وطبيعة الكلمات التي كان يتلقاها المريض خلال حياته، فجميعنا يلاحظ عندما يتحدث العلماء والناجحون اثناء سردهم لسيرهم الذاتية ولنجاحاتهم عن السر وراء تحقيق الإنجاز فالأغلب منهم ولا نبالغ أن قلنا جميعهم يتفقون على أنها كلمة تلقوها من آخرين اخترقت آذانهم كالرصاصة لتستقر في أعماق المشاعر ايقظت ذلك الشعور وفجرت تلك الطاقات الكامنة لتخلق أنسان عبقري، ومن واقعنا والذي أحدث دفعة إيجابية في مجتمعنا والذي أثر في الكثير هي كلمة أميرنا الغالي الشهيرة (همة السعوديين كجبل طويق) والتي أحدثت فارق كبير وحفزت شعب بأكمله للتنافس والوصول إلى قوة وصمود جبال طويق لتتوالى الإنجازات بعدها ومازالت.
فالكلمة الطيبة رسالة وعبادة وأداة فانتقوا أحسن الكلمات واجبروا الخواطر وراعوا المشاعر فلا تنطق إلا جميل الكلام ولا تحرم نفسك والآخرين من مشاعر الامتنان والتعبير بكلمات الشكر والثناء والتحفيز والتشجيع، ولنجعل الكلام الطيب عادة لنا في التعامل.

نورة الشهري

اخصائية اجتماعية، مصنفة من هيئة التخصصات الصحية،ماجستير، كاتبة في المجال الاجتماعي، داعمة للعمل التطوعي، محبة للقراءة، مهتمة بالتصميم الإلكتروني.
زر الذهاب إلى الأعلى