التعلّق بالعابرين
نلتقي بالكثير من الأشخاص، ونزور الكثير من الأماكن، فهي التي تخلد لنا ذكرى عبر السنين، ونسعد بكل ما يمر في حياتنا، وجميعها تمثل تجارب ووسائل تصقل شخصياتنا، وهي من تبرز لدينا جانب معين إما أن يكون معتم وشديد السواد يتمثل في نظرتنا للأشياء والأشخاص وحتى الأماكن حينما نكون متشائمين ومتطيرين فنكتسب العتمة لكل شيء ولا نسمح بالتجاوز أو الخطأ ، أو بالصفاء كالبياض ، ونقصد بذلك أن نكون متسامحين ومتصالحين مع جميع ما يمر حولنا ، كل ذلك سببه المكانة والقرب والتعلق التي أعطيت لهؤلاء العابرون .
من هم العابرون حياتنا، هم أشخاص لهم تأثير ولهم سمات معينة تجعل منهم أشخاص ذو مكانة في قلوبنا وحياتنا، لما يتميزون به من مواهب وطرق في التعامل مع من حولهم .
هم من يلتصقون بناء برغبة منهم وليس منا، وهم من يمثلون لنا طوق نجاة، لأننا نعتقد أن السعادة بهم فقط دون غيرهم، فالسعادة الممنوحة منهم مؤقتة، وهذا هدف نبيل عندما نريد الحصول على السعادة في وجوه الأخرين .
و سرعان ما نفيق من ذلك الحلم، لأرض الواقع حتى نجدهم تلشوا بسرعة البرق ، بسبب أنهم يتحينون الفرصة للغدر
وهم من يعشقون التلاعب بالعواطف والمشاعر، لرغبة دفينة في أعماقهم، التي قد تتمحور حول كرة أو حسد أو تنمر .
ونحن عندما نتعلق بالعابرين، نجد أننا بلغنا في كسب رضا الآخرين ، وشحذ عواطفهم تجاهنا فيغلبنا الضعف فلا يصبح للشجاعة دور.
هم من يكونون سبب لدمار مشاعرنا ، ووقوفنا لفترات ربما في بعض الاحيان تكون طويلة، بسبب بحثنا عن التعافي بعد تلك الصدمات اللاواقعية .
فعندما نتوقف للحظات نجد أننا السبب في ذلك، لأننا لا نستطيع مجاراة كل من يمرون في حياتنا، ولا نستطيع أن نشبههم في تصرفاتهم، فقد تكون تنشئتهم غير سوية، ونحن أيضًا لا نعلم ما يكنه العابرون لنا .
فهم محطات لا أكثر، فالاتزان في العلاقات مع الاخرين مطلب لصحه جيدة .