قيود المثالية
طبيعة الانسان يُحب النجاح وتواق ليظهر بأفضل صورة، وقد يكون شعوره الزائد بالمثالية وأن لا يخطئ أحد أسباب تراجع نجاجه وعدم إنجازه بالحياة، و قد لا يقبل بأي فرصة تتاح له في حياته لأنه يرى أن هذا الأمر يستحق مهارات عالية ولا يستطيع القيام به، وإذ به يبقى بنفس النقطة بينما العالم يتغير من حوله.
قد يخسر عمل جيد بسبب شعوره بأنه من الصعب القيام به وأنه يفوق مهاراته، ويتخطى التجربة خوفًا من الغلط!
قد لا يستطيع تعلم لغة وتجربة التواصل بها لأنه قد يخطئ ويشعر بأن الأمر يتطلب شخص متمكن ومثالي بها، ثم يتراجع عن التعلم كي لا يشعر بالإحراج!
قد لا يقبل بالتطور والإبقاء على نفس مرحلته الحالية ورفض مرحلة وفرصة أفضل، لشعوره بأنها خطوة أعلى منه وإحساسه بعدم الأمان للقيام بها!
قد لا يطرح فكرة في جلسة العائلة أو جلسة برفقة أصدقائه، لأن ربما تكون بنظرهم فكرة سخيفة ولا تتطلب النقاش!
قد تفوته تجارب عديدة في الحياة كان تواق لممارستها، لكن شعوره بأنه لا بد أن يكون مثالي بالقيام بها أحد أسباب عدم تجدد تجاربه!
لذلك لا يكون لديه الإدراك بقدراته وأنه قادر على التعلم، وتمر حياته دون إنجاز لعدم استغلاله لمهاراته وتطويرها، وبنهاية الأمر ينتابه الشعور بالفشل لشعوره الدائم بأن لابد أن يكون مثالي أو لا يفعل ذلك.
وختامًا..
لا تقيّيدك المثالية، ولا تجعل فكرة أن تكون ناجح 100% سبب في فوات الكثير من الفرص في حياتك، وعدم وصولك لمرحلة رائعة تستحق أن تعيشها.