المرأة العاملة تحتاج دعمكم.
تمر المملكة العربية السعودية في مرحلة تحولات كبيرة وتطور في العديد من المجالات والتي انعكست بشكل إيجابي على العديد من فئات المجتمع ومن أبرز هذه الفئات هي المرأة ,فأصبحت مجالات عمل المرأة اكبر واستطاعت أن تثبت نفسها في هذه الفترة البسيطة .
وما يدعو للفخر هو تقلد العديد من النساء مناصب عالية ووظائف مهمة واستطعن التميز وأثبات أنفسهن ويشجعنا نحن النساء على المثابرة وتحقيق طموحات التي نتمنها.
فالمرأة اختلفت تطلعاتها ونظرتها للأمور ونستطيع ان نقول وبالصوت العالي أن الدولة ساندتها أيضا في حفظ حقوقها وفتح المجالات لها للعمل في القطاعات المختلفة
ولكن جاء دور هذه القطاعات والشركات والمؤسسات التي فتحت أبوابها للعمل المرأة أن تساندها وتأدي دورها الاجتماعي , وذلك يكون بدعم الام العاملة والنساء عموما .
فلا نستطيع أن نوقف عجلة التغير ونطالب الأم التي ترغب وتحتاج للعمل بالجلوس في المنزل وخاصة ان هناك من النساء التي تساعدن أزواجهم في التكاليف والنفقات ,ولا نستطيع انكارهن وكذلك لا نستطيع إنكار انه ليس واجب عليها بل من باب حسن العشرة المرأة لعائلتها ,وخاصة في ظل ارتفاع مستوى المعيشة .
وهنا يأتي كما ذكرنا دور المؤسسات والشركات ومختلف القطاعات التي سعت للعمل المرأة ان تسعى كذلك في دعم دورها كأم ومربية لأبنائها, وهذا جزء من المسئولية الاجتماعية للمؤسسات والشركات ودورهم للمجتمع وخاصة أن للام أدوار ولا يمكن لأحد أن يؤديه بدلا عنها ,نعم !تحتاج من يدعمها ويعاونها كالزوج والمدرسة وغيرهم ولكن هي الوحيدة التي لا نستطيع أن نسد بمكانها فهي المربية التي تعلم أبناءها دروس الحياة وهي الحنان والعطف الذي لا يمكن أن يملاه احد سواها وهي الموجهة التي ترسم الطرق لأبنائها وتزرع فيهم القيم والمبادئ التي يستندون عليها في مسيرة حياتهم . يؤثر ذلك على أبناءها وتربيتهم وهو بالتالي على المدى البعيد وفي ظل تزايد عدد النساء اللاتي يلتحقن ,وزيادة ساعات العمل مما ينعكس وبشكل كبير على المجتمع واستقراره .
وأود ذكر اقتراحات للمؤسسات والقطاعات المعنية بمساعدة المرأة على ممارسة أمومتها والاستمتاع بها, وكذلك تحقيق طموحها والمساهمة في عجلة التنمية ورفع المستوى المعيشي للأسرة ومن جهة أخرى يساهم في الدور الاجتماعي للمؤسسات والشركات :
1-توفير في كل مؤسسة أو شركة تعمل بها مجموعة من الأمهات حضانات ومراكز رعاية للأطفال في أثناء وقت الدوام بحيث تستطيع الام ان تكون مطمئنه اكثر وتستطيع الاشراف على ولدها بنفسها .
2- يكون هناك ساعات استراحة للأمهات اكثر من النساء العاملات الاخريات دون ان يؤثر ذلك على دخلها .
3- ساعات عمل مرنة للام أكثر تتناسب مع وضع الام , وعدد ابناءها ,وكذلك يتناسب مع انجاز عملها .
4-ويجب أن يكون هناك خيار العمل عن بعد ,وبالتوسع وخاصة للأمهات وللأعمال المكتبية وغيرها التي يمكن تنفيذها عن بعد ونرى نجاح التجربة في أثناء انتشار فايروس كورونا .
5- في بعض الأماكن التي تعمل فيها المرأة نلاحظ عدم وجور أماكن مخصصة وبها الخصوصية الكافية لتستريح فيها المرأة وهو ما يلزم لهذه المؤسسات توفير أماكن استراحة للمرأة العاملة تتناسب مع خصوصيتها.
6- رفع سن قبول النساء في الوظائف وخاصة الوظائف التعليمية, وعدم حصر مرحلة عمرية محددة للدراسة او العمل ليتيح للمرأة ان تعمل بعد ان يتجاوز أولادها عمر ما قبل المدرسة ويمكن أن نقلل الثغرات التي من الممكن ان تحدث نتيجة للانقطاع ما بين فترة الدراسة والعمل بوجود فترة تدربيه تسبق التحاقها بالعمل .
7-والاقتراح الأخير يخص المقررات الدراسية في المرحلة الثانوية والجامعية تحتوي على مناهج تتضمن مهارات ونصائح عملية عن كيفية تحقيق الأم العاملة قدر الإمكان التوازن بين دورها في الاسرة وعملها .
ويجب أن ننوه على نقطة هامة أن هناك من يلجأ من النساء للعمل بسبب حاجتها للشعور بالأمان وانها تريد وتسعى للعيش حياة مستقرة تحفظ فيها حقوقها , وحاليا القوانين أصبحت تدعم حقوق المرأة من الجوانب المادية ولكن تحتاج المرأة الشعور بالأمان من قبل الرجل ,لأهمية وانعكاسه هذا الشعور على استقرار المجتمع وتماسكه .