الإحسان
ما معنى أن نكون محسنين؟
هل ينقص هذا الإحسان؟
معاني وصور الإحسان جميلة وعديدة ….
كثرة هي الأمثال والحكم منذ القدم عن الخير وما يحصده المرء، من هذا الخير ومنها (الإحسان)، وكما نعرف أن لكل فعل ردت فعل حتى في فيزياء الحياة، والإحسان مرتبط ارتباط وثيق بالأخذ والعطاء مثل كفة الميزان.
والإحسان للذات نعمة يمنحها الله لعباده، الذات التي هي المحور والمركز لكل شيء يتعلق بالإنسان، فمتى ما أصبح الإنسان، نقياً من الداخل، كلما كان ذلك ظاهراً على تصرفاته وأفعاله الخارجية، وقد قال الله تعالى: ﴿إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وإن أسأتم فلها فإذا جاء وعد الآخرة ليسوءوا وجوهكم [الإسراء: 7]. الآية.
ومعنا أن نكون محسنين أي جازمين ومتيقنين بأن ما نفعله من خير سيصل وسنجني ثماره قريباً أو بعيداً سنكسب هذا الخير إضعاف مضاعفة، واختيار العدل والانصاف في مكان القوة احسان، ودائماً نسعى في هذا الحياة للحصول على مقابل للأشياء وأن كانت بسيطة بالكلمة الطيبة التي تمنح شعور الرضا، والإنجاز، الذي ينعكس أثرة على الجميع سواء أفراد أو جماعات فهذا الرضا احسان لذات والنفس بتخليصها من الشوائب.
ومن الإحسان يأتي الإيثار الذي لا يستطيع فعله الجميع، والإيثار حيث لا يكون بالضغط على النفس وإرهاقها والإثقال عليها وتهميشها من أجل راحة الأخرين، فالإحسان إلى النفس حق مشروع.
ومن صور الإحسان ومعانيه التي لا تنحصر ولا تقيد بمظهر واحد، بشاشة الوجه، وكفى الاذى بالقول أو الفعل، وأيضا تفريج الكربة عن أحدهم بأنماط مختلفة يعتبر من الإحسان، وكضم الغيض والعفو إحسان، والتراحم الذي هو سمة أصيلة في النفس وطبع مجبول عليه الإنسان ويختلف باختلاف البيئة التي تساهم في رفع معايير هذا الإحسان.
جميعها سلوكيات حياة بها تتكون العلاقات والتواصل بين البشر، وبانعدامها لا يصبح للحياة حياة.
لذلك فالإحسان لا ينقص، وقد كانت حياة سيد البشرية محمد عليه السلام مليئة بالإحسان وهو خير قدوة، وفي قولة تعالي: وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ (4) سورة القلم.
والشواهد على مر العصور تؤكد لنا أن الإحسان فطرة البشرية، ومع حلول شهر المغفرة والعطاء شهر رمضان الكريم خير شاهد على هذا الإحسان بالإقبال على الطاعات وبها النفس تسموا وترتقي بالخير،
مجال الإحسان في ابسط التصرفات وابسط التعابير.
وختاماً فالإحسان يتجسد في هذه الآية العظيمة قول الله تعالى: مَا عِندَكُمْ يَنفَدُ ۖ وَمَا عِندَ اللَّهِ بَاقٍ ۗ (96) سورة النحل.