لغة الإشارة؛ لغة التأمل والأمل!
لغة الإشارة هي نظام تواصل بصري يستخدم للتواصل بين الأشخاص الذين يعانون من صعوبات في السمع والنطق. يكون اعتماد هذه اللغة على استخدام الحركات والإيماءات باليدين والوجه والجسم لتبادل المعاني والمفاهيم بين الأفراد. وتعتبر لغة الإشارة نظامًا لغويًا مستقلًا كأي لغة، ويمكن تعلمها واستخدامها في العديد من البلدان حول العالم. تختلف لغات الإشارة من بلد لآخر، حيث توجد لغات الإشارة المعترف بها رسميًا في بعض الدول. وتشمل هذه اللغات تكوينات أو حركات يدوية معينة ترمز إلى الكلمات والعبارات والأفكار. وتتضمن لغات الإشارة أيضًا تعبيرات وجهية وحركات جسدية تستخدم للتعبير عن المواقف والعواطف والمشاعر والأحاسيس والنغمات المختلفة. تعتبر لغة الإشارة وسيلة تواصل فعالة للتواصل مع الأشخاص الذين يعانون من صعوبات في السمع والنطق. وقد تم تطوير قواعدها ومبادئها على مر العصور. وتعد هذه اللغة أداة هامة لتعزيز التواصل وتحقيق المساواة لذوي الإعاقة السمعية.
فوائد لغة الإشارة:
تمكين التواصل: تعتبر لغة الإشارة وسيلة فعالة للتواصل بين الأشخاص الذين يعانون من صعوبات في السمع، مما يسهم في تحسين الاتصال الشخصي والاجتماعي والعاطفي، الاندماج الاجتماعي: يشعر الأشخاص الصم بالانتماء إلى مجتمع الصم بصريًا عند إتقانهم لغة الإشارة، مما يمكّنهم من المشاركة والتفاعل في الأنشطة الاجتماعية والثقافية وكذلك التعليمية دون الشعور بالعزلة، تعزيز الوظائف وفرص العمل: يستطيع الصم والبكم العمل في مجموعة واسعة من الوظائف والمهن التي تتطلب التواصل والتفاهم مع الزملاء الصم، مما يعزز لديهم الفرص الوظيفية، زيادة الوعي والتفاهم: يمكن الأشخاص القادرون على السمع النطق (السمعيين) أن يتعلمون لغة الإشارة وزيادة الوعي بالتحديات والاحتياجات التي يواجها الصم، مما يعزز التفاهم والتعاطف والتكاتف بين الأشخاص السمعيين والصم.
تساهم هذه الفوائد في تحسين جودة الحياة للأشخاص الذين يتحدثون بلغة الإشارة وتعزز التواصل والتفاعل بين الأشخاص من خلفيات متعددة.
كيف يمكننا أن نتعلم لغة الإشارة؟
يمكننا أن نتعلم لغة الإشارة من خلال: البحث عن دورات ومدارس متخصصة، الاستفادة من الموارد عبر الشبكة العنكبوتية، التواصل مع مجتمع الصم بشكل دوري، ممارسة لغة الإشارة بانتظام، المشاركة في الأنشطة والفعاليات.
السؤال الذي يتبادر في ذهنك عزيزي القارئ هو: لماذا لغة الإشارة هي لغة التأمل والأمل؟
والجواب هو: هي لغة التأمل حيث عندما يتحدث إليك الصم بلغة الإشارة فإنك تتأمل حركات اليدين وتتأمل تعبيرات وجه ومشاعره تجاهك، وهي لغة الأمل عندما يتحدث إليك بلغة الإشارة فإنه يعطيك أملًا للحياة ونظرة إيجابية ودافع للصمود وتخطي العقبات. هذه وجهة نظري بأن لغة الإشارة هي لغة التأمل والأمل!
موقف ووقفة:
قبل خمس سنوات ذهبت للتسوق كنت واقفة انتظر الموظفة لكي تتأكد لي من وجود قطعة ملابس، لكن هناك موقف لفت انتباهي وهو أن هناك امرأة من فئة الصم والبكم كانت تحاول أن تتواصل مع موظفي المحل لكن لا أحد قادر على فهم ما تقوله!
شعرت بإحساس هذه المرأة شعور الحيرة والألم بأن لا أحد قادر على فهم ما تريد، شعرت بأنها غير مندمجة في هذا المجتمع، لكن بفضل الله سبحانه وتعالى كنت أنا متواجدة في ذلك اليوم، وكنت قادرة على التفاهم مع هذه المرأة بلغة الإشارة، حيث أن لغة الإشارة هي لغتي الأم وهي لغتي الثانية، أنا أعيش مع أمي وأبي من فئة الصم والبكم لذلك شعرت بما تشعر به هذه المرأة.
وعليه أوصي جميع أفراد المجتمع بأن يجعلوا لغة الإشارة لغتهم الأم الثانية، ليشعروا الصم بأنهم مندمجين معنا في هذا المجتمع.
نصيحة إليك عزيزي القارئ: “كن أملًا لهم ولا تكن ألمًـا “.